أكد يونس السكوري، وزير الشغل والكفاءات، أن الوطن والثوابت التي هي الله والوطن والملك، أهم من بقاء الحكومة أو استقالتها، لأن لا أحد وجوده ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه (Personne n’est indispensable) حسب تعبيره، مشددا على ضرورة الثقة في البلاد، لأن الحكومات والوزراء ليسوا خالدين.
واعتبر يونس السكوري، في مرور له مساء اليوم (الثلاثاء) على قناة “دوزيم”، أن احتجاجات الشباب من “جيل زد”، في مجموعة من المدن، سرع وتيرة النقاش الديمقراطي في بلادنا، مشيدا بانتصاره للثوابت وتعلقه بالملكية، نافيا أن يكون مشكل الحكومة متعلقا بالتواصل.
الحكومة يجب أن تعترف وتؤدي الثمن
وأضاف يونس السكوري، وزير الشغل والكفاءات، أن الحكومة قامت بعملها وحققت الكثير من الإنجازات، لكن تواجهها العديد من الإشكاليات التي طرحها الشباب، سواء من الذي خرج للاحتجاج أو الذي لم يخرج إلى الشارع، وهي الإشكاليات التي يجب أن تعترف بها الحكومة، وتؤدي الثمن إذا لزم الأمر، لأن لا أحد سيخلد في منصبه.
وأشار السكوري، أن الحلول التي يمكن أن تقدمها الحكومة بخصوص الصحة والتعليم، المطلبان الأساسيان في احتجاجات الشباب، يجب أن تجيب على الأولويات، التي يعتبر “جيل زد” أنها لم تؤخذ بعين الاعتبار.
ووصف وزير الشغل والكفاءات حراس الأمن الخاص في المستشفيات العمومية ب”الحيط القصير”، محملا المسؤولية للشركات التي تشغلهم بأقل من الحد الأدنى للأجور، ومشيرا إلى أن مشاكلهم ومشاكل مستخدمي شركات التوصيل كانت موضوع نقاش داخل الحكومة ومع الفاعلين النقابيين ضمن جولات الحوار الاجتماعي.
لحظة حقيقة ومسؤولية
وأقر يونس السكوري بفشل الحكومة في تدبير ملف المبادرة الذاتية أو المقاولين الذاتيين، مؤكدا أنها بصدد مراجعته مع مجموعة من الأطراف المعنية والمتدخلين، خاصة أن الشباب من الجيل الحالي ليس مهتما بالعمل في الوظيفة، سواء العمومية أو الخاصة، ويفضل أن يمارس عملا حرا.
من جهة أخرى، ندد يونس السكوري، الوزير القادم من حزب الأصالة والمعاصرة، المشارك في الائتلاف الحكومي، بمحاولات الركوب على موجة احتجاجات “جيل زد” واستغلالها سياسويا وانتخابويا، معتبرا أن الأمر يتعلق بلحظة حقيقة ولحظة مسؤولية، ومضيفا أن هذا الاحتجاج في آخر المطاف، نابع من صلب المجتمع المغربي والشباب المغربي الذي يجب أن نخاف عليه، أيا كان المسؤول وأيا كانت الحكومة.
وأشاد السكوري بذكاء الشباب من “جيل زد” الذي وضع حدا لركوب عدد من المسؤولين الحزبيين والسياسيين وثمن الطريقة التي نظم بها نفسه حسب وسائل عصره وطريقة احتجاجه بشكل حضاري.

