آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV7 ديسمبر 2025 - 15:41

فيديو.. فرحات مهنا يعلن استقلال منطقة القبائل عن الجزائر

مؤتمر استثنائي في باريس يصوت بالإجماع لصالح الانفصال

فرحات مهني القبائل

في تطور وصف بالتاريخي والمفاجئ، أعلن فرحات مهني، زعيم الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل (الماك)، أن المؤتمر الاستثنائي المنعقد في باريس مساء الأحد صوت بالإجماع لصالح خيار الاستقلال، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لوعد سابق وجهه إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وكان مهني قد بعث في 13 شتنبر الماضي برسالة إلى الرئاسة الجزائرية، طالب فيها بتنظيم استفتاء “سلمي وشفاف لتقرير مصير القبائل”، غير أن تجاهل السلطات لتلك الرسالة دفعه إلى إعلان ما أسماه “ميلاد دولة القبائل الحرة” ابتداء من 14 دجنبر 2025.

إعلان رمزي بطابع تاريخي

وأكد مهنا في حديثه لصحيفة الصحيفة أن اختيار التوقيت، عند الساعة 18:57 مساء، يحمل دلالة رمزية ترتبط بمعركة إيشيريدن سنة 1857، التي فقدت فيها القبائل سيادتها أمام فرنسا، معتبرا أن إعلان 2025 “استرجاع للسيادة الروحية والسياسية بعد قرن ونصف”.

وقال زعيم الحركة في بلاغ رسمي: “نعلن استقلال القبائل رغم أنف من ينكرها، فالحرية لا تمنح بل تنتزع”، مشيرا إلى أن القرار “ثمرة إجماع المؤتمر الاستثنائي لكل تنسيقيات الجاليات القبائلية”، في ظل ما وصفه بـ”انسداد الأفق السياسي داخل الجزائر” و”تعنت النظام العسكري”.

ردود فعل متباينة وصمت رسمي

وفي الوقت الذي التزمت الرئاسة الجزائرية الصمت، شهدت العاصمة الفرنسية لحظة وصفت بـ”التاريخية”، بعد أن رفع مهنا علم القبائل أمام أنصاره مرددا “عاش شعب القبايل”، وسط مشهد أثار موجة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية بالجزائر.

وتعد هذه الخطوة أخطر تحد لوحدة التراب الجزائري منذ استقلال البلاد سنة 1962، بحسب مراقبين، خصوصا أن الحركة المصنفة منظمة إرهابية منذ عام 2021 تواجه اتهامات رسمية بالتحريض على الانفصال، وهي تهم تنفيها قيادة “الماك” بشدة، مؤكدة أن نشاطها “سلمي ومدني يطالب بحق تقرير المصير”.

جذور القضية القبائلية

وتعود جذور الأزمة إلى التوتر التاريخي بين السلطة المركزية والمكون الأمازيغي في شمال الجزائر، خصوصا في ولايتي تيزي وزو وبجاية، حيث ظلت مسألة الهوية واللغة محور خلاف دائم رغم الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية.

وترى الحركة أن الدولة الجزائرية تمارس “استعمارا داخليا” ضد القبائل، وأن النظام فشل في استيعاب تنوع البلاد الثقافي والسياسي، ما دفعها إلى نقل الملف إلى الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي عبر لجنة خارجية شكلتها مؤخرا.

إعلان رمزي دون أثر قانوني

رغم أن إعلان مهنا لا يحمل أي أثر قانوني داخل الجزائر، بحكم أن الدستور يمنع أي مسطرة انفصال، إلا أن الحركة تعتبره “خطوة رمزية لتحريك الضمير الدولي”، على غرار تجارب سابقة مثل كوسوفو وتيمور الشرقية التي بدأت بمبادرات رمزية قبل أن تتطور إلى اعترافات دولية.

انعكاسات محتملة على استقرار الجزائر والمنطقة

ويرى محللون أن هذا الإعلان، حتى وإن كان رمزيا، يمثل تحديا مباشرا للنظام الجزائري ويضعه أمام اختبار سياسي وأمني جديد، كما قد يفتح الباب أمام مطالب هوياتية أخرى في بلد يشهد هشاشة سياسية واجتماعية.

ويرجح أن تتعامل السلطات بحزم مع أي تحركات داخلية قد تترجم هذا الإعلان على الأرض، في حين تراهن حركة “الماك” على كسب تعاطف الرأي العام الدولي لتدويل القضية، مما قد يعقد المشهد الإقليمي أكثر في شمال إفريقيا.

Achnews

مجانى
عرض