آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV22 ديسمبر 2025 - 22:52

بين الفخر الوطني والاستقبال الملكي.. “GenZ212” تغرد خارج السرب

الحركة تنتقد فرح المغاربة بالإنجاز التاريخي وتتهمهم بـ"الانحدار في الوعي الجمعي".. ومحللون يرون في البيان نزعة عدائية ومحاولة لتشويش لحظة وطنية جامعة

genz212

أثار بيان نشرته حركة “GenZ212” على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي موجة من الجدل الواسع، بعدما هاجمت فيه مظاهر الفرح الشعبي التي عمت المدن المغربية احتفالا بفوز المنتخب الوطني للشباب بكأس العالم، معتبرة أن “التهليل لكرة تركل أهم من المطالبة بالحقوق”.

البيان، الذي جاء في وقت يعيش فيه المغرب لحظة فخر وطني بعد الإنجاز التاريخي، وصف احتفالات المغاربة بأنها “دليل على انحدار في الوعي الجمعي”، داعيا إلى “عدم مشاركة الفرح القائم على أنقاض الألم”، على حد تعبير الحركة.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه ملايين المغاربة أن هذا التتويج يمثل لحظة عز جديدة في مسار كرة القدم الوطنية، جاء بلاغ الحركة صادما لدى كثيرين، خاصة أنه وصف خروج الجماهير للاحتفال بأنه “انفصام عن الواقع وتغافل عن معاناة المعتقلين والمهمشين”، متجاهلا البعد الرمزي الوطني لهذا الحدث الرياضي العالمي.

تتويج تاريخي يعكس نهضة مغربية

ويعد تتويج المنتخب المغربي للشباب بكأس العالم إنجازا غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية والعربية والإفريقية، جاء ليؤكد النهضة الرياضية التي تشهدها المملكة في ظل القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، الذي جعل من المغرب مركزا قاريا للتظاهرات الرياضية الكبرى، من تنظيم كأس إفريقيا للأمم إلى الاستعداد لاحتضان كأس العالم 2030.

وقد حظي المنتخب باستقبال ملكي سام، اعتبر تكريما مستحقا لجيل جديد من المواهب المغربية التي تترجم رؤية ملكية واضحة تهدف إلى جعل الرياضة رافعة للتنمية والوحدة الوطنية. كما عبر ملايين المغاربة داخل البلاد وخارجها عن فرحتهم بهذا الإنجاز، الذي رفع راية الوطن عاليا وأكد أن المغرب قادر على المنافسة في أعلى المستويات.

انتقادات لاذعة لبلاغ الحركة

وجاءت ردود الفعل على بلاغ “GenZ212” قوية من مختلف الأوساط، حيث رأى محللون سياسيون وإعلاميون أن البيان يعكس “سذاجة سياسية” و”مزايدة أخلاقية” باسم قضايا اجتماعية مشروعة، لكنه في الحقيقة يحمل نزعة عدائية ضد الفرح الوطني ووحدة المغاربة.

واعتبر مراقبون أن الحركة تحاول تقديم نفسها كصوت “الضمير الجمعي”، لكنها تسقط في فخ الوصاية على الشعب، إذ تنكر على المغاربة حقهم في التعبير عن الفخر بمنتخبهم الوطني، متناسية أن الوطنية لا تدار بالبيانات الرقمية ولا تقاس بعدد الاحتجاجات، بل تبنى بالإنجازات والعمل المشترك.

كما وصف خبراء في علم الاجتماع البيان بأنه “دعوة للعدمية” ومحاولة لزرع الإحباط وسط الشباب، مشيرين إلى أن الفرح الجماعي هو شكل من أشكال المقاومة النفسية في مواجهة الأزمات، وليس هروبا من الواقع كما تدعي الحركة.

ازدواجية في الخطاب ومحاولة لتشويش اللحظة الوطنية

ويرى محللون أن توقيت البلاغ، الذي صدر بعد ساعات من الاستقبال الملكي للفريق الوطني، ليس بريئا، بل يندرج في إطار محاولة لتشويش لحظة وطنية نادرة يتوحد فيها المغاربة حول رموزهم.

فالبيان – بحسب هؤلاء – يحمل نفسا معارضا موجها ضد مؤسسات الدولة، ويحاول استغلال أي حدث اجتماعي أو رياضي لتحويله إلى مساحة صدام رمزي مع الدولة والمجتمع. كما يعكس خطابا مأزوما يسعى إلى تقسيم الرأي العام بين “واع” و”غافل”، في تكرار لأساليب الخطاب الأيديولوجي التقليدي الذي فقد تأثيره في الواقع السياسي المغربي.

الفرح الوطني ليس غفلة بل وعي جمعي

في المقابل، يؤكد عدد من المثقفين والفاعلين الإعلاميين أن الفرح بالإنجازات الوطنية لا يتناقض مع المطالبة بالإصلاح، بل يعكس وعيا جمعيا يؤمن بأن بناء الأوطان لا يكون فقط بالاحتجاج، بل أيضا بالاعتزاز بالنجاح والعمل المشترك.

وأوضحوا أن المغاربة، رغم اختلاف آرائهم، يجتمعون دائما في لحظات الفخر الوطني حول رايتهم الحمراء بخضرتها، وأن هذا التلاحم الشعبي هو الذي يجعل المغرب بلدا متماسكا في وجه حملات التشكيك واليأس.

خلاصة المشهد

بيان “GenZ212” جاء ليبرز مرة أخرى حجم الهوة بين بعض الحركات الرقمية والنبض الحقيقي للمجتمع المغربي. فبينما يحتفل العالم بالمغرب كبلد يصنع التاريخ الكروي، اختارت الحركة أن تصدر بلاغا عدميا ينكر الفرح ويقلل من قيمة الوحدة الوطنية.

لكن المغاربة أثبتوا، مرة أخرى، أن الفرح ليس هروبا من الواقع، بل رسالة تحد وأمل، وأن النصر الحقيقي هو ذاك الذي يتحقق في الميدان وفي قلوب الناس، حيث تبقى راية المغرب شامخة رغم كل محاولات التشويش.

ويبدو أن “GenZ212” لم تدرك أن الوعي الوطني لا يقاس بالبيانات ولا يصاغ بالمنشورات، بل يبنى بالإنجاز، وبالفرح الذي يوحد المغاربة حول وطنهم، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، في مسار مستمر نحو التقدم والكرامة.

بيان

Achnews

مجانى
عرض