آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV11 ديسمبر 2025 - 09:19

مريم بنمبارك تقدم فيلمها بمهرجان مراكش

المخرجة المغربية تتنافس على النجمة الذهبية ب"خلف أشجار النخيل"

مريم بنمبارك

قدمت المخرجة المغربية مريم بنمبارك، في عرض عالمي أول أمس (الأحد)، بقصر المؤتمرات بمراكش، شريطها السينمائي الجديد “خلف أشجار النخيل”، والذي تتنافس به على النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وتدور قصة الفيلم، الذي عرض بحضور أبطاله نادية كوندا وإدريس الرمدي وسمية أكعبون، إلى جانب راوية التي كان لها مرور وجوده مثل عدمه، حول شاب درس الهندسة لكنه وجد نفسه يساعد والده في أعمال البناء، ويعيش قصة حب مع مستخدمة بسيطة في محل لبيع الحلويات، ستنقلب حياته المملة رأسا على عقب، حين يلتقي شابة فرنسية يكتشف معها حرية الجسد والانطلاق، فيقرر وضع حد لعلاقته السابقة والتوقف عن العمل إلى جانب والده.

قصة مليئة بالكليشيهات

ويحكي “خلف أشجار النخيل“، قصة تقليدية كلاسيكية مليئة ب”الكليشيهات”، بين الأسرة الفرنسية المفتونة بحب وجمال المغرب، وبالضبط مدينة طنجة حيث تستقر وتلتقي أصدقاءها الأجانب الذين يحيون الحفلات في أجواء من الانطلاق والتحرر، وبين الشاب المغربي الراغب في الخروج من جلباب أبيه، والمحبوس داخل قفص التقاليد المجتمعية، والذي سيجد ضالته في الشابة الفرنسية الثرية التي يطمح في أن تنتشله من حياته المملة الخالية من كل طموح.

الفيلم، الذي حظي بدعم “ورشات أطلس”، حاول اللعب على التناقضات النفسية والاجتماعية بين مجتمعين مختلفين تماما، لكن محاولته لم تكن موفقة تماما، بحيث لجأ إلى السطحية والمشاهد الفجة التي تفتقد إلى الكثير من العمق والصدق، والمطعمة بلقطات جنسية وحوارات “خاسرة” بعضها كان مجانيا ومبالغا فيه. بل حتى مشهد محاولة الإجهاض في منزل سري، كان يفتقر إلى القوة والمصداقية المطلوبة حتى يؤدي وظيفته المطلوبة.

أداء تمثيلي قوي لنادية كوندا

وتكاد نقطة القوة الوحيدة في فيلم المخرجة مريم بنمبارك، هو الأداء الاستثنائي والجيد للممثلة نادية كوندا، التي برعت في تجسيد الفتاة البسيطة الساذجة، التي يتجلى أقصى طموحها في إيجاد عريس أحلامها والزواج به، والتي تعيش قصة حبها مترددة بين انطلاق المشاعر والتحرر الجنسي، وبين عادات المجتمع ونظرته التي ترفض أي علاقة جنسية خارج إطار الزواج.

وحاولت المخرجة مريم بن مبارك، في فيلمها “خلف أشجار النخيل”، الذي يعتبر ثاني أفلامها بعد فيلمها الأول “صوفيا”، الذي شارك في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان في 2018، وفاز آنذاك بجائزة “أفضل سيناريو”، أن تقدم رؤية إنسانية فلسفية، لكنها كانت تفتقد العمق الفكري والإبداعي الذي يجعل من السينما تلك المرآة الفنية والجمالية التي تعكس بشاعة الواقع وتقدمه لنا في طبق لذيذ لا يخلو من المتعة والتشويق.

فيلم تلفزيوني “كارط بوسطال”

“خلف أشجار النخيل”، فيلم يليق بالتلفزيون أكثر مما يمكن تصنيفه في خانة الأفلام السينمائية التي تتنافس في المهرجانات الدولية الكبرى. إنه توليفة تناسب الجمهور الفرنسي (والغربي عموما) الذي لا يزال أسير النظرة الكلاسيكية الفلكلورية للمجتمع المغربي، والذي يكفي أن تقدم له شيئا من الجرأة مع بعض الأفكار المسبقة والجاهزة، وتبلور الكل في “كارط بوسطال” تبرز جمال المغرب ومدنه وطبيعته وشمسه وبحره، حتى تنال التصفيق والإعجاب، في حين أن قضايا المجتمع المغربي، بمختلف فئاته، أكبر وأعمق وأكثر تعقيدا، وتلزمها نظرة إخراجية فيها الكثير من الخلفية والمرجعية الثقافية.

Achnews

مجانى
عرض