كشف الملاكم المغربي زهير البقالي، أحد عناصر المنتخب الوطني للملاكمة سابقاً، عن معاناة ثقيلة عاشها لسنوات بسبب إصابة خطيرة تعرّض لها في العين اليمنى خلال إحدى المباريات الدولية خارج أرض الوطن، إصابة قال إنها كانت “بليغة”، وأدت مع مرور الوقت إلى فقدانه البصر نهائياً في تلك العين.

الإصابة.. البداية الخطيرة

يروي البقالي أن المقابلة التي خاضها مع المنتخب خارج المغرب كانت وراء إصابة قوية على مستوى العين اليمنى، لكن الطاقم المسؤول أخبره حينها بأنها “إصابة عادية”، ليعود إلى أرض الوطن ويُكمل التداريب رغم الألم.

وأوضح قائلاً:“رجعت نكمّل عادي، ولكن الراس بدا كيضرني بزاف. مشيت ندير التحاليل استعدادًا للمشاركة فمسابقة كأس محمد السادس، قالو لي عندك مشكل خطير فالعين اليمنى وخصك توقف الملاكمة”.

لاحقاً، أكدت الفحوصات الطبية أن العين اليمنى انتهى أمرها طبياً، وأن أي عملية جراحية لن تُعيد إليها البصر. كما حذره الأطباء من مواصلة الملاكمة لأنها قد تتسبب له في ارتجاج دماغي أو فقدان العين اليسرى.

محاولات بلا جواب.. وصمت الجامعة

يقول البقالي إنه حاول لسنوات التواصل مع الجامعة الملكية المغربية للملاكمة ومسؤوليها، بمن فيهم الرئيس جواد بلحاج، لكن دون جدوى: “سيفطت إيميل، اتصلت بمسؤولين، سولتهم مراراً وتكراراً.. ما كاين حتى شي رد. حتى الأصدقاء اللي لعبت معاهم ما تضامنوش معايا في هذا المنحة”، مؤكدا  أنه لم يتلقَ أي دعم طبي أو اجتماعي رغم أن إصابته كانت داخل مؤسسة رسمية تشرف عليها الدولة.

المسار القضائي… ثم المفاجأة

بعد غياب أي جواب من الجامعة، توجه زهير البقالي إلى القضاء.
يقول إنه ربح الحكم الابتدائي، لكن بعدها “اختفى كل شيء فجأة”، قبل أن يخبره محاميه أن الملف انتقل إلى محكمة النقض “بدون سبب واضح”.

مشيرًا بالقول“كان عندي حكم قطعي.. من بعد بين ليلة وضحاها قالو الملف مشى للنقد. اليوم حتى المحامي ما بقاش كيعطيني رد واضح”.

تدهور الحالة الصحية.. والعين اليسرى في خطر

لا يقف الأمر عند فقدان العين اليمنى، إذ أكد البقالي أن الجهد الزائد على العين اليسرى أدى إلى مشكل جديد فيها، وخضع لعملية جراحية بعد تمزق في الشبكية، مضيفا بالقول “العين اليمنى ما بقاتش.. ودابا حتى اليسرى ولات كتضغط بزاف. كنلبس نضاضر حيت العين اليمنى كتهرب”.

“هذا ظلم وحكرة”.. صرخة ملاكم مغربي

يصف زهير إحساسه بالظلم وهو يرى أن لاعبين في دول أخرى يحصلون على حقوقهم كاملة عندما يتعرضون لإصابات مهنية: “شنو الفرق بين ملاكم وجندي؟ بجوج كيحمّلو الراية. الجندي كيتعوض فاقرب وقت، وأنا فقدت عيني وسط المنتخب وما عطاوني حتى حقي”.

وأضاف أنه اليوم يعيش ظروفاً اجتماعية ومادية صعبة، دون أي سند أو تعويض، رغم أنه مثّل المغرب في بطولات محلية ودولية لسنوات طويلة.

رسالة مباشرة للرئيس جواد بلحاج

اختتم البقالي رسالته بنداء مباشر: “السي جواد بلحاج، حاولت نتواصل معك بالطرق الرسمية وما كان حتى شي رد. أنا ماشي كنطلب صدقة؛ أنا كنطالب بحقي.. هذا ظلم وحكرة”.