إحباط مناورة جزائرية باليونسكو حول ملف القفطان المغربي
التزام المساطر يكشف محاولة استباقية فاشلة للتأثير على المناقشات

تحولت دورة لجنة التراث غير المادي باليونسكو في نيودلهي إلى ساحة مواجهة دبلوماسية بعد أن حاول الوفد الجزائري، أمس واليوم، تغيير ترتيب جدول الأعمال لتمرير تعديل على ملف قديم يعود لعام 2012، بإضافة كلمة “قفطان”، في خطوة استهدفت صناعة انطباع بأن الجزائر سبقت المغرب في تسجيل هذا العنصر التراثي أو فرض صيغة “مشترك” دون موافقة الرباط.
وثائق اليونسكو تفضح الالتفاف الإجرائي المقترح
وبينت الوثائق الرسمية والصور المنشورة على موقع المنظمة أن ملف المغرب يوجد ضمن البند السابع الخاص بالترشيحات الجديدة، ما يجعل محاولة الجزائر القفز عليه غير قابلة للتطبيق قانونيا. ورغم ذلك، حاول الوفد فرض التصويت قبل مناقشة الملف المغربي، أملا في خلق أثر سياسي يتجاوز القيمة الإجرائية.
وتجاهل المكتب التنفيذي المطالب الجزائرية وأصر بالإجماع على احترام الترتيب. ولم تجد الجزائر أي دعم داخل القاعة، فيما أكدت دول مثل بنغلاديش والإمارات الموقف القانوني للمكتب، واعتبرت إسبانيا ونيجيريا أن أي تصويت – إن تم – يجب أن يكون سريا، ما ضيق هامش المناورة على الوفد الجزائري ودفعه إلى طلب تعليق الجلسة للتشاور.
عودة مرتبكة وتراجع موثق داخل المحضر الرسمي
وبعد دقائق، عاد الوفد معلنا أنه “يمثل دولة مسؤولة وتحترم قرارات المكتب”، في جملة أظهرت التحول الحاد من الاعتراض إلى القبول، بعدما سقطت فرضية خرق الترتيب وفقدت الجزائر أهم ورقة كانت تراهن عليها، كسر التوافق داخل اللجنة.
فشل المناورة لم يكن إجرائيا فقط، بل نسف سردية كانت الجزائر تستعد لاستعمالها حول “السبق في تسجيل القفطان”. بالمقابل، ربح المغرب الجولة الأولى عبر حماية مسار الملف وضمان عرضه في موقعه الطبيعي، بعيدًا عن أي التباس.
القفطان المغربي… تراث دولة لا قطعة لباس
وأكد الباحث محمد البرنوصي أن القفطان نتاج تاريخ مغربي صرف، ارتبط بالمخزن والورشات السلطانية منذ القرن الخامس عشر، قبل أن ينتشر عبر مدن كبرى طورت تقنياته المميزة. وهو، بحسبه، وثيقة اجتماعية وثقافية تحمل ذاكرة الدولة والمجتمع، ما يضعه ضمن التراث ذي الاستمرارية التاريخية التي تشترطها اليونسكو.


تعليقات 0