أكدت مصادر من مجلس جماعة دار بوعزة، أن زينب التازي، قدمت استقالتها من رئاسة المجلس، بمبرر أن وضعها الصحي لم يعد يسمح لها بممارسة مهامها، وأنها بصدد إجراء عملية جراحية على القلب خارج المغرب، في الوقت الذي كشفت مصادر جيدة الاطلاع أن موضوع الاستقالة جاء بعد أن صدمت من هول الإرث التدبيري المخيف الذي تركه الرئيس السابق لجماعة دار بوعزة، والذي تم عزله بحكم قضائي.

وكشفت المصادر نفسها، أن زينب التازي، التي تم انتخابها بدعم من لوبيات العقار بحزب الأصالة والمعاصرة، والذين ضمنوا لها هذا الفوز لغاية في أنفسهم، تحفظت منذ البداية على التوقيع على محضر تسليم السلط، خوفا من تحمل تبعات ومسؤولية الإرث الثقيل الذي خلفه سابقوها.

رفض تسليم جميع الرخص المتعلقة بالعقارات

وقالت المصادر نفسها، في اتصال مع “آش نيوز“، إن زينب التازي، ومنذ تنصيبها رئيسة لجماعة دار بوعزة، لم توقع على أي ترخيص، لا سيما في المجال العقاري، كرخص البناء ورخص تقسيم العقارات والشهادات الإدارية المتعلقة بالعقارات، وتركت كل الطلبات جانبا إلى درجة أنها جمدت كل اختصاصاتها رغم طمأنتها من طرف حيتان العقار الذين ضمنوا وأمنوا لها الرئاسة.

ولم تستبعد المصادر، في الاتصال نفسه، أن تكون زينب التازي قدمت استقالتها بإيعاز من جهات أخرى طلبت منها التنحي لانتخاب رئيس جديد لتمرير الصفقات وقضاء الأغراض التي لا تخرج عن المجال العقاري، خصوصا أن حيتان وديناصورات العقار يحطون الرحال بهذه الجماعة التي لازالت تسيل عقاراتها لعابهم.

خروقات عديدة في عهد الرئيس السابق

وعاشت جماعة دار بوعزة عاشت على إيقاع الغليان مع اقتراب انتهاء أجل وضع الترشيحات للانتخابات الجزئية لشغل رئاسة مجلسها الجماعي، المتكون من 39 عضوا جماعيا، بعدما عزلت المحكمة الإدارية الرئيس السابق بسبب خروقات عديدة.

وأوردت مصادر مطلعة، أن التحالفات والتنسيق جرى بين ثلاثة أمناء جهويين هم عبد الرحيم بن الضو، المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد جودار، الأمين الجهوي لحزب الاتحاد الدستوري، وفؤاد القادري، منسق حزب الاستقلال، كل واحد منهم كان يسعى إلى وضع رئيس مقرب إليه، ليكون على رأس هذه الجماعة ذات العقارات الشاسعة، لدرجة ان الراغبين في الترشيح، والذين كانوا يعتبرون من ذوي الحظوظ تعرضوا لضغوطات من طرف رجال أعمال يضعون عقارات المنطقة نصب أعينهم، ويرغبون في رئيس مرن وسهل الانقياد والمراس، ليقع الاختيار على زينب التازي، التي عاشت الخوف والرعب من ديناصورات العقار والمسؤولين الحزبيين النافذين، مما جعلها تجمد جميع اختصاصاتها وصلاحياتها.