غياب “الرياضية” قبل كان 2025 وأين يتابع المغاربة الأسود؟
ارتباك إعلامي وتساؤلات جماهيرية قبل أكبر تظاهرة كروية يحتضنها المغرب

مع اقتراب كأس أمم إفريقيا التي سيستضيفها المغرب سنة 2025، وجد الجمهور المغربي نفسه أمام مفاجأة غير متوقعة، وهي أن القناة الأولى هي التي ستتكفل بالتغطية الرسمية للبطولة، في وقت كان المنتظر أن تكون االقناة الرياضية هي الواجهة الأساسية للحدث.
هذا الوضع أثار موجة من التساؤلات لدى المتابعين، خاصة أن الرياضية هي القناة المتخصصة في نقل المنافسات والأحداث الكبرى.
الجمهور يتساءل عن غياب “الرياضية”
انتشرت خلال الأيام الأخيرة تساؤلات عديدة من الجمهور عبر مواقع التواصل: “علاش القناة الرياضية ما بايناش؟ فين الأطر ديالها؟ واش غادي يديرو تغطية؟ وعلاش ما يتمش الاستعانة مؤقتاً بصحفيي الرباط ودوزيم لسد الخصاص؟”.
أسئلة تعكس حالة ارتباك واضحة بخصوص الدور الذي كان يُنتظر أن تلعبه القنوات الرياضية خلال هذا الحدث القاري الكبير.
4 قنوات رياضية جديدة
لفهم هذا الوضع، من الضروري الرجوع إلى التطورات التي عرفها قطاع السمعي البصري، في العام الماضي، كان المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، قد صادق على تعديلات مهمة في دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بهدف إعادة هيكلة المشهد الرياضي التلفزيوني، شملت إطلاق أربع قنوات موضوعاتية جديدة تحمل أسماء: الرياضية 1، الرياضية 2، الرياضية 3، الرياضية 4.
هذه القنوات ستبث على مدار الساعة عبر الأقمار الاصطناعية ومنصات البث الحديثة، في إطار مشروع كبير يهدف إلى تحديث المشهد الإعلامي الرياضي وتقوية تغطيته الوطنية والدولية.
وجاء هذا القرار في سياق الاستعدادات التي تخوضها المملكة لتنظيم أحداث رياضية كبرى، أبرزها كأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2030، بغية تقديم عرض إعلامي رياضي أكثر احترافية، وإلى وضع المغرب في موقع تنافسي قارّي ودولي في المجال السمعي البصري.
وضمن أهداف الإصلاح أيضا، دعت الهاكا إلى تعزيز التمثيل الإعلامي للرياضة النسائية، وتوسيع مساحة حضورها في البث التلفزيوني، معتبرة أن الرياضة تلعب دورا أساسيا في تكريس ثقافة المساواة داخل المجتمع.
ارتباك قبل الانطلاقة الكبرى
بين انتظار خروج القنوات الرياضية الجديدة إلى الوجود، واستغراب الجمهور من غياب الرياضية في الوقت الحالي، يبقى الوضع ضبابيا.
لكن الواضح هو أن المشهد يعيش مرحلة انتقالية، قد تكون خلفها ترتيبات تقنية وإدارية، على أمل أن تظهر ثمار هذا الإصلاح قريباً، خاصة مع اقتراب واحدة من أهم التظاهرات الكروية في تاريخ المغرب.
أين سيتابع المغاربة مباريات “الأسود”؟
يطرح الشارع الرياضي المغربي تساؤلا مشروعا حول الجهة التي ستنقل مباريات المنتخب المغربي خلال تظاهرة كأس إفريقيا للأمم 2025، التي ستحتضنها المملكة، في ظل الغموض الذي يلفّ حقوق البث.
فهل سيتمكن المغاربة من متابعة مباريات “الأسود” عبر القنوات الوطنية، سواء القناة الأولى أو القناة الرياضية، أم أنهم سيجدون أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى القنوات العربية والخليجية، بل وحتى الأوروبية، التي سارعت إلى الحصول على حقوق النقل المباشر والحصري؟ سؤال يبقى مطروحا بقوة، في انتظار توضيحات رسمية تضمن للجمهور المغربي حقه الطبيعي في متابعة منتخب بلاده على القنوات الوطنية.


تعليقات 0