جعل حزب التجمع الوطني للأحرار من مدينة طنجة، بما تمثله من ثقل رمزي وتنموي وموقع استراتيجي يربط المغرب بأوروبا، محطة ختام جولته الوطنية “مسار الإنجازات”، التي جابت مختلف جهات المملكة على امتداد ثمانية أشهر.
وخلال لقاء جماهيري نظم، اليوم السبت، بعاصمة البوغاز، قدم عزيز أخنوش عرضا سياسيا حمل رسائل واضحة، أكد من خلالها أن الانسجام داخل الأغلبية الحكومية كان عاملا حاسما في تنزيل الإصلاحات، معتبرا أن حصيلة السنوات الأربع الماضية تتجاوز لغة الأرقام لتجسد التزاما سياسيا وأخلاقيا مع المغاربة.
كتاب يؤرخ للجولة وبداية مرحلة جديدة
وفي سياق تتويج هذه الجولة التواصلية، كشف عزيز أخنوش عن إصدار كتاب بعنوان “مسار الإنجازات”، وصفه بثمرة عمل جماعي يعكس انتظارات المواطنين ومقترحاتهم، ومبادرة مفتوحة تدعو إلى المشاركة في بناء مغرب صاعد.
وبالموازاة مع ذلك، أعلن عزيز أخنوش عن إطلاق مرحلة مقبلة تحت مسمى “مسار المستقبل”، ترمي إلى توسيع النقاش مع المهنيين والخبراء والشباب، من أجل بلورة حلول عملية للتحديات المطروحة، وفي مقدمتها تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وتسريع إحداث فرص الشغل، وصون القدرة الشرائية، التي حضرت بقوة في نقاشات الحزب مع المواطنين عبر ورشات ومجموعات عمل صغيرة.
إشادة بتنسيق الأغلبية وتدبير الاختلاف
وتوقف رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، عند مستوى التنسيق داخل مكونات الأغلبية الحكومية، مشيدا بما وصفه بروح المسؤولية في تدبير الاختلافات، بما أتاح العمل كفريق واحد بعيدا عن الصراعات الهامشية. واعتبر أن هذا التماسك مكن الحكومة من إعادة الاعتبار لمؤسسة رئاسة الحكومة والسلطة التنفيذية، وساعد على تنزيل إصلاحات كبرى رغم الأزمات المتتالية التي عرفتها البلاد منذ 2021، وذلك بحضور أزيد من 3000 مشاركة ومشارك.
من الإنصات إلى تحويل الوعود إلى أفعال
وفي حديثه عن المنهجية المعتمدة، استعرض عزيز أخنوش المسار التنظيمي للحزب، موضحا أن “مسار الإنجازات” جاء امتدادا لـ”مسار الثقة” الذي أطلق في 2018، ثم “مسار التنمية” الذي تلاه، مع التركيز على رؤية ترابية تقوم على القرب من المواطن وتأهيل المنتخبين.
وأكد عزيز أخنوش أن البرنامج الحكومي لم يعد داخل المكاتب، بل انبثق من إنصات ميداني شمل أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة، مشيرا إلى أن العمل الحكومي انتقل من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ، مع العودة إلى المواطن لتقييم ما تحقق وما تبقى إنجازه.
أرقام اقتصادية لدعم الدولة الاجتماعية
وعلى مستوى المؤشرات الاقتصادية، كشف عزيز أخنوش عن معطيات اعتبرها دالة على نجاعة الاختيارات الحكومية مع نهاية سنة 2025، من بينها توقع بلوغ النمو الاقتصادي حوالي 5 في المائة، وتراجع معدل التضخم من 6 في المائة إلى أقل من 1 في المائة، إلى جانب انخفاض العجز الميزانياتي من 7.5 في المائة إلى 3 في المائة، وتقليص نسبة المديونية من 71.4 في المائة سنة 2022 إلى 67.4 في المائة سنة 2025.
وأوضح رئيس الحكومة أن هذه المؤشرات مكنت من تمويل برامج الدولة الاجتماعية، خاصة الدعم المباشر لفائدة أربعة ملايين أسرة بمبالغ تتراوح بين 500 و1200 درهم شهريا، وتعميم التغطية الصحية “أمو تضامن” على العدد نفسه من الأسر، بما يضمن كرامة ملايين المواطنين.
التواصل المباشر خيار دائم
وفي ختام كلمته، شدد رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش على أن التواصل مع المواطنين ليس ظرفيا، بل خيار ثابت، مستعرضا حصيلة الجولة التي شملت 12 لقاء جهويا، بمشاركة أكثر من 38 ألف شخص، وتسجيل أزيد من 500 ساعة من الإنصات المباشر، إلى جانب تفاعل 15 ألف مواطن عبر منصة “إنصات” الرقمية، مؤكدا أن الحزب لا يتوجس من النقد، بل يعتبره آلية للتقويم والتطوير، مجددا التزامه بالتوجيهات الملكية باعتبارها البوصلة الناظمة للعمل الحكومي، ومشددا على أن الحكم النهائي على تجربة الحكومة سيكون للتاريخ والمستقبل.

