فنانون من أصحاب السوابق يحيون حفلات الفان زون بكان 2025
تساؤلات عن مشاركة دنيا بطمة وسعد لمجرد في تظاهرة قارية كبرى

فتحت برمجة غير متوقعة لفنانين من أصحاب السوابق، في حفلات “فان زون” الخاصة بالمشجعين في “كان 2025″، نقاشا حول معايير الاختيار والمسؤولية لدى القائمين على التنظيم، الذين يصدرون إلى الواجهة أسماء فنية بسجلات قضائية حافلة في تظاهرة قارية كبرى راهنت عليها المملكة بميزانيات ضخمة لتقديم صورة تنظيمية وثقافية في مستوى الطموح.
وتثير عودة دنيا بطمة، خريجة سجن “الأوداية” وصاحبة المسار “الفضائحي”، إلى واجهة التظاهرات الرياضية الكبرى بالمغرب، نقاشا واسعا في الأوساط الفنية والرياضية، بعد أن تمت برمجتها ضمن حفلات “فان زون”، والشيء نفسه ينطبق على النجم المغربي سعد لمجرد، (لم تتأكد مشاركته إلى حدود كتابة هذه السطور) المدان في قضية اغتصاب في فرنسا، والذي من المتوقع أن يحيي حفلا أيضا في إحدى فضاءات المشجعين، إذ لا يتعلق الأمر بحفلات فنية عادية يحق لمنظميها أن يستدعوا إليها من يشاؤون من فنانين، بدون أي تحفظات تذكر، بل بسهرات تدخل في إطار سياق رياضي حساس، وتظاهرة تسوق لصورة وسمعة جيدة للمملكة.
تجنب الجدل وحماية صورة التظاهرات
وسبق لمهرجانات فنية كبرى أن استبعدت من برمجتها اسمي دنيا بطمة وسعد لمجرد، بسبب القضايا الثقيلة التي أساءت إلى سمعتهما، وهو القرار الذي اتخذ نتيجة تحفظات متكررة لدى منظمي مهرجانات وفعاليات فنية داخلية، حرصا على تجنب الجدل وحماية صورة التظاهرات، قبل أن يفاجأ الجمهور بالإعلان عن حفلة دنيا في إحدى فضاءات “فان زون” بمناسبة تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم، في الوقت الذي يجري التفاوض مع سعد.
وتأتي عودة دنيا بطمة اليوم، عبر منصات رياضية موازية لتظاهرات كبرى، من بينها حفلات “فان زون” بالدار البيضاء، وهي فضاءات موجهة لجمهور واسع وتعد جزءا من العرض الشامل الذي تراهن عليه المملكة لإبراز قدرتها التنظيمية والثقافية. وهو الظهور الذي يعيد طرح سؤال المعايير المعتمدة في برمجة الفنانين داخل أحداث ذات رمزية وطنية.
الرهان الرياضي لا ينفصل عن الرهان القيمي والثقافي
والمفارقة الكبرى، أن دنيا بطمة وسعد لمجرد، كانا ينشطان في تظاهرات خارجية، غير أن عددا من الجهات المنظمة في الخارج توقفت عن استدعائهما، بعدما أضحى سجلهما القانوني عاملا مثيرا للتحفظ. وهو ما يطرح تساؤلات حول اختلاف المقاربات بين الداخل والخارج في تقييم الأسماء الفنية المثيرة للجدل.
فهل اطلع المسؤولون عن هذه البرمجة على الخلفيات الكاملة لاستضافة هذين الفنانين؟ وهل تم تقييم انعكاس هذا الاختيار على صورة التظاهرات الرياضية التي صرفت عليها ميزانيات عمومية مهمة؟ أسئلة يطرحها متتبعون يرون أن الرهان الرياضي لا ينفصل عن الرهان القيمي والثقافي، وأن اختيار الوجوه الفنية ينبغي أن يراعي السجل العام والرسائل الرمزية المرافقة، ليبقى الجدل مفتوحا حول حدود “الفرصة الثانية” في المجال الفني، ومتى تتحول إلى عبء على تظاهرات وطنية يراد لها أن تعكس صورة إيجابية للمغرب في الداخل والخارج.


تعليقات 0