تصاعدت موجة الغضب بين السوريين إثر استمرار الجزائر في موقفها الداعم لنظام بشار الأسد، مما أثار انتقادات لاذعة من المعارضة السورية التي اعتبرت هذا الدعم تحديا لإرادة الشعب السوري وحقوقه.
ووصفت المعارضة السورية نظام الجزائر بأنه “عدو للشعب السوري”، متهمة إياه بالوقوف إلى جانب النظام الدكتاتوري السوري، ومشبهة سياساته بالنظام الجزائري المعروف بتاريخه القمعي واستبداده.
تصريحات مثيرة للجدل
وأعاد السفير الجزائري لدى دمشق، لحسن تهامي، الجدل حول دعم الجزائر لنظام الأسد، حيث أكد في تصريحات إعلامية أن بلاده متمسكة بموقفها الثابت تجاه النظام السوري، مشددا على ضرورة استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية.
هذه التصريحات تأتي ضمن سلسلة مواقف متكررة من المسؤولين الجزائريين، حيث سبق لوزير الخارجية الجزائري الأسبق، صبري بوقادوم، أن وصف في عام 2020 تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية بأنه “خسارة للجميع”.
غضب سوري متزايد
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة بين السوريين، خاصة مع تزايد الانتقادات الدولية للنظام السوري بسبب الانتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان. وتساءل ناشطون سوريون عن دوافع الجزائر لمواصلة دعمها للنظام السوري رغم العزلة الدولية التي يواجهها.
تحديات داخلية وخارجية للجزائر
في الوقت الذي تتبنى فيه الجزائر هذا النهج الخارجي، تواجه الحكومة الجزائرية تحديات داخلية متفاقمة، حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات اقتصادية واجتماعية متردية. كما أن سياساتها الخارجية، بما في ذلك دعم نظام الأسد، أسهمت في تعميق عزلتها على الساحة الدولية وأثرت على صورتها أمام المجتمع الدولي.
ومع ازدياد الضغوط الداخلية والخارجية، يبقى السؤال مطروحا: هل ستتمكن الجزائر من مراجعة مواقفها وإعادة تقييم سياساتها الخارجية بما يتماشى مع التغيرات الدولية، أم ستظل متمسكة بخطابها التقليدي الداعم للأنظمة العسكرية الاستبدادية؟
التعليقات 0