تخصص الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة، برنامجا مجانيا خاصا لتقديم المواكبة النفسية للأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي وعائلاتهم، من خلال توفير حصص للدعم النفسي من طرف مجموعة من المختصين العاملين بمركز العلاجات التابع للجمعية، وذلك على خلفية جريمة الاعتداء الجنسي التي تعرض لها طفل قاصر بمدينة الجديدة، والتي أصبح الرأي العام يعرفها ببيدوفيل أناسي، في إشارة إلى مقر الجمعية الرياضية التي ينتمي إليها المدرب البيدوفيل، الواقع بحي أناسي بالدار البيضاء.

آثار نفسية وخيمة

واعتبر البروفيسور الحسن بوكيند، المتخصص الشهير في جراحة التجميل والترميم، ورئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة، أن هذه المبادرة جاءت انطلاقا من خطورة العواقب النفسية للعنف الجنسي على الأطفال الضحايا وعائلاتهم وآثاره السلبية الوخيمة على تجانس الجسم الاجتماعي وقيمه الإنسانية، مضيفا، في اتصال مع موقع آش نيوز، أن هذا الوضع يتطلب العمل على توفير كل سبل الدعم المعنوي والنفسي المباشر والعاجل للضحايا من أجل معالجة الآثار السلبية الخطيرة المترتبة عن هذه الاعتداءات سواء على المدى القريب أو البعيد.

في السياق نفسه، دعت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة، إلى ضرورة تعبئة كافة المسؤولين المؤسساتيين والفاعلين الجمعويين لكل الإمكانيات والموارد المتاحة لدعم الأطفال ضحايا العنف الجنسي لما يخلفه من صدمات نفسية خطيرة يتطلب الخروج منها واستعادة التوازن بذل جهود ليست بالهينة للتعامل مع الآثار النفسية التي قد تتسبب في مخاطر متعددة وعلى أكثر من مستوى.

وصم اجتماعي

كما تهيب الجمعية، في بلاغ توصل الموقع بنسخة منه، بالمؤسسات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الصحة، بتحمل مسؤوليتها في المتابعة والمعالجة النفسية والصحية للأطفال ضحايا الاغتصاب وأسرهم من أجل ضمان حماية أطفالنا والحفاظ على صحتهم وسلامتهم النفسية والجسدية، داعية كافة مكونات المجتمع المدني للانخراط في كل المبادرات التي تهدف إلى صون حقوق الضحايا وإيلاء العناية اللازمة لهم، باحترام كرامتهم ودعمهم لتجاوز محنتهم.

كما نبهت الجمعية، في البلاغ نفسه، الإعلاميين إلى ضرورة الحرص على احترام القواعد المهنية وتجنب التشهير والإثارة في معالجة قضايا الاستغلال الجنسي للأطفالن حفاظا على مصلحتهم الفضلى وحماية لهم من آثار الوصم الاجتماعي الذي يلحق بهم أضرارا مضاعفة ووخيمة في علاقتهم بمحيطهم.