أثار الزلزال الذي ضرب يوم الجمعة 8 شتنبر 2023، عدة مناطق بالمغرب، وخلف مجموعة من الخسائر البشرية والمادية الفادحة، تساؤلات كثيرة حول أسباب وقوعه في منطقة لم تشهد في العقود الماضية زلازل قوية، إذ لازال، إلى حدود الساعة، يعيش المغاربة في دوامة من الخوف على إثر الهزات الارتدادية التي تقع بين الفينة والأخرى.
غير مستبعد
وفي هذا الصدد، يقول الخبير الجيولوجي، لحسن كبيري، إن إقليم الحوز منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي الضعيف، ووقوع زلزال قوي مرة أخرى غير محتمل ولكنه غير مستبعد.
وأوضح لحسن كبيري في اتصال مع موقع آش نيوز، أن إشكالية الزلازل هي إشكالية كبيرة ومعقدة، ولا يزال العلماء، إلى اليوم، لا يستطيعون تحديد الفترة التي من الممكن أن تقع فيها، ولكن المعروف أن هذه الزلازل خصصت لها مجموعة من الدراسات التي تبين مستوى الخطر في كل بلد وفي كل منطقة، ومن يتحكم في هذا التحديد هي الدراسات الجيوفيزيائية والجيولوجية والتي ترصد حسب المناطق لمعرفة إلى إي حد يمكن للطبقات الجيولوجية في المنطقة أن تكون قابلة للكسر ونوعيتها وعمقها.
![زلزال | H-NEWS آش نيوز](https://hnews.ma/wp-content/uploads/2023/09/436B9A7C-4D03-4529-B986-D6EA926FD152.jpeg)
مخلفات زلزال الحوز
زلزال غامض
وأضاف الخبير لحسن كبيري، أن منطقة الحوز، بؤرة الزلزال، تحيل على إشكالية غامضة تتعلق بدوافع هذا الزلزال، لأن المغرب يتواجد في صفيحة إفريقيا، ومن فوق، لديه علاقة مع صفيحتي أوروبا وآسيا، والديناميكية بين هذه الصفائح هي التي تعطي لنا صورة حول النموذج الجيولوجي العام للمنطقة، ولكن الزلازل تحتاج دراسات توضح مجموعة من التفاصيل المتعلقة بالمنطقة والتي من أهمها الفوالق.
تحولات جيولوجية
وتابع لحسن كبيري، في الاتصال نفسه، أن إقليم الحوز بعيد عن حدود هذه الصفائح، سواء من حيث العدد أو من حيث القوة، وغالبا لم تتجاوز الزلازل المسجلة في المنطقة 5 درجات على سلم ريختر، وبالتالي فهي ليست مرشحة من الناحية التاريخية لتعرف زلزالا بهذا الحجم والقوة.
![زلزال | H-NEWS آش نيوز](https://hnews.ma/wp-content/uploads/2023/09/IMG_20230909_103454.jpg)
مظاهر الزلزال
وأبرز المصدر ذاته، أن ما تؤكده الدراسات المختصة، أن الزلزال يحدث عندما تلتقي صفيحتان، مثل ما وقع في شمال المغرب والزلازل التي وقعت سنة 2004 بالناظور أو زلازل سوريا وتركيا نموذجا، معتبرا أنها زلازل تتعلق بحدود الصفائح الإثنتين بين إفريقيا والقارتين الآسيوية والأوربية، ومع أن هذه المنطقة هي ليست منطقة الحدود، لكن تركيبتها الجيولوجية والديناميكية تبرهن أن هناك تحولات جديد تقع في صلب منطقة الحوز.
التعليقات 0