في دمجه للألوان والملامح، عبر الفنان التشكيلي رضى الكنزاوي، في باقته الفنية الجديدة “أرواح عارية“، عن كومة من المشاعر تلتحف بالواقعية، وهذا ما جسده في عمل تصويري يمزج بين ظلال الماضي مع مخاوف المستقبل أو المجهول، من خلال شخصيات تصرخ بالعاطفة وتظهر المعاناة والجنون. ومن جهة أخرى تثير هذه الأرواح انتباهك لمشاعر الحب والحنان. كل هذا في حرص تام من رضى الكنزاوي على تنمية جمالية القبح، محاربا للمثالية.
ومن قلب معرض الفنان رضى الكنزاوي، أجرى موقع “آش نيوز”، حوارا أجاب من خلاله الفنان التشكيلي الواعد، على مجموعة من الإشكاليات والأسئلة التي ترافق أرواحه العارية.
من أين أتت فكرة أرواحك العارية؟
من منظوري الخاص والشخصي، فإن السعي نحو المثالية مرهق يجعل الإنسان يتنازل عن أشياء حتى يصبح عبارة عن آلة، وهنا يخرج عن فطرته من الإنسان الطبيعي الخطاء الذي يخطئ ويتوب، والمضحك في الأمر أن فكرة المثالية بحد ذاتها خاطئة، بمعنى أن الإنسان لا يسعى للمثالية من أجل المثالية، وإنما من أجل نظرة الأخرين، إذ أن المثالية مجرد معايير قامت بفرضها فئة أو جماعة. لهذا جاءت فكرة “أرواح عارية”، وهي تمرد عن المثالية وعن فكرتها. وفكرة اللوحات هي تجريد الإنسان من المفهوم المادي وتسليط الضوء على المشاعر فقط باعتبارها اللغة الصريحة لروح الإنسان.
ما هي الرسائل المنطوية وراء هذه الأرواح؟
لا أريد أن يكون الفن مرتبطا ومحددا وموجها لفئة معينة. الرسالة الوحيدة هي رسالة الإنسان. لا أريد أن أعايش الإنسان بدون أحاسيس، كأنها روبوات ومشاعر رقمية ، أريد أن أرى أناسا حقيقيين بمشاعر حقيقية، وأن أجردهم من المشاعر الرقمية خصوصا في القرن 21.
كيف للفن أن يصبح مرآة للنفس البشرية؟
جوهر الفكرة هو جعل اللوحة مرآة تستفز الناظر وتحيي فيه سؤال من أنا؟ أي إنسان سيجد نفسه عن غير قصد أمام المرآة التي تعبر عنه. هذه هي الفكرة، أن تجعل الإنسان يتقبل نفسه كما هو.
متى بدأت تتضح لك معالم موهبتك الفنية؟
في طفولتي كنت أستعمل الفن كامتياز، لأن صوتي في منزل العائلة كان غير مسموع. كان صوت إخوتي الأكبر مني سنا يطغى في البيت، لذلك، كنت أرسم جيدا لأثير الانتباه داخل العائلة، وتطورت المسألة اليوم. لا أبحث عن إثارة انتباه عائلتي بقدر ما أبحث عن إثارة انتباه العالم.
هل فعلا الفن التشكيلي نخبوي؟
الفن للجميع، وأنا أرسم للجميع، لذلك لا أشفر ولا أقوم بترميز لوحاتي، لكي يحاول الجميع فهمها. بالنسبة إلي، أهم شيء قبل محاولة الفهم، هو الجمال. وهو سر اللوحة الذي يمكن أن يمس الجميع، لوحاتي يمكن أن تمس الناس من جميع الأصناف والفئات. الفن للإنسان.
هل شراء اللوحات الفنية في معظم الأحيان يكون انطلاقا من مسألة ذوقية أم فقط لمجرد استعراض الثروات؟
هناك فئة تقتني اللوحات لقيمتها المادية وهناك أناس تعشق الفن حقيقة.
فيديو توضيحي:
التعليقات 0