بعد المعطيات الصادمة التي كشف عنها رئيس النيابة العامة الحسن الداكي، بخصوص عدد قضايا الاعتداءات الجنسية ضد الاطفال خلال 2022، والمتمثل في 3295 قضية، فتح باب النقاش مجددا حول خطورة الوضع وأهمية تشديد آليات الردع والمحاسبة. وهذا ما أكدته نجاة أنور، رئيسة جمعية “ما تقيش ولدي”، مشيرة إلى أنه من الضروري تعديل مضامين بعض مواد القانون الجنائي.
تشديد وتحسيس
وأوضحت نجاة أنور، في اتصال مع “آش نيوز”، أن منظمة “ما تقيش ولدي”، تنادي منذ سنين بتشديد العقوبات وباعتماد عشرين سنة كأدنى عقوبة وعدم تمتيع الجاني بظروف التخفيف. خاصة أننا نتكلم عن اغتصاب طفلة أو طفل أو قاصر بدون رحمة أو شفقة، وبدون مراعاة ظروف الضحية من طرف الجاني”.
وشددت نجاة أنور، على أهمية تكثيف آليات التوعية والتحسيس عبر تنفيذ سياسة القرب في البرامج الوزارية الموجهة لذلك، خاصة في العالم القروي. وقالت في تصريحها للموقع: “نحن كمنظمة، وبشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قمنا بإنشاء وحدة نموذجية للقرب للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف بمركز صحي في سيدي بوقنادل، حتى يتسنى لجميع الضحايا وعائلاتهم أن يبلغوا عما وقع لهم، وتقريب سياسة التوعية والتحسيس في هذا المجال، حتى نتمكن من الوصول الى جميع شرائح المجتمع المغربي”.
ارتفاع متوقع
وأوردت نجاة أنور قائلة: “إن أردنا وضع تحليل منطقي، يمكن القول إننا كنا نتوقع هذا الارتفاع بعد رفع حالة الطوارئ الصحية عن البلد وتخطي عقبة الجائحة التي أصابت العالم والمغرب كذلك، لتعود المشاكل المعقدة في الصعود إلى السطح. وإن تم اعتماد عشرين سنة كأدنى عقوبة سجنية، والتخلي عن ظروف التخفيف، سيتم ردع مرتكبي هذه الجرائم”.
وفي نفس السياق، كشف الحسن الداكي، رئيس النيابة العامة، أن الآثار الوخيمة للاعتداءات الجنسية على نفسية الطفل الضحية وعلى نموه السليم قد تمتد تداعياتها عليه طوال حياته، إذا لم يتلق العلاج المبكر والسريع، فضحية اليوم قد يصبح مريض الغد أو مجرم ومعتدي الغد، الأمر الذي يتطلب حتما رعاية خاصة لهؤلاء الأطفال وتتبعا دقيقا لوضعهم الجسدي والنفسي والأسري والاجتماعي، مشيرا، إلى دور خلايا التكفل بالنساء والأطفال بالنيابات العامة لدى المحاكم بمختلف مكوناتها التي تعمل على توفير الدعم والمساعدة والمصاحبة للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية من خلال استقبالهم في ظروف تتلاءم وخصوصية وضعهم وتحرص على تقديم الخدمات الضرورية لهم تيسيرا وتسهيلا لولوجهم إلى عدالة صديقة.
التعليقات 0