بعد نجاح كتاب “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة”، والذي أثار في السنوات الماضية جدلا واسعا، أفرج صاحب الكتاب، الباحث في نقد التراث الديني رشيد أيلال، عن الطبعة الجديدة للكتاب، والتي أتت مزيدة ومنقحة وتحمل مقدمات لكل من أحمد عصيد ومحمد المسيح ولطيفة الحياة، الذين قدموا شهادات حول الكتاب وما أحدثه من تغيرات ثقافية، إلى جانب شهادات من عالم المخطوطات الجديدة التي اعتمدها الكاتب.

تصحيح التراث

وفي هذا السياق، أكد صاحب الكتاب رشيد أيلال، في اتصال مع “آش نيوز“، أن كتاب “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة”، هو كتاب يسائل المناهج القديمة وينتقدها في تصحيح التراث، وهو محاولة لإخضاعه، مشيرا إلى أنه قد أخذ “صحيح البخاري” نموذجا باعتبار المسلمين يعتبرونه أصح كتاب بعد كتاب الله.

وتابع رشيد أيلال موضحا: “حاولت أن أخضع صحيح البخاري للمناهج العلمية المعاصرة، وحاولت أن أطبق منهجين تاريخيين للاستيثاق من الوثائق القديمة ومن المخطوطات القديمة وأخضعته لعلم المخطوطات ولعلم الخطاطة، فكانت النتيجة مبهرة، وهو أن كتاب صحيح البخاري لا علاقة له بالشيخ محمد بن إسماعيل البخاري”.

مناقضة للإنسانية

وأبرز الكاتب رشيد أيلال، أن كتاب “صحيح البخاري” ظهر بعد وفاة البخاري نفسه بـ239 سنة، مؤكدا أنه يوم ظهر، كان هناك نحو13 كتابا من “صحيح البخاري” لا أحد فيهم يشبه الثاني، إلى أن جاء القرن التاسع، أي بعد مرور نحو 6 قرون، حين حاول ابن حجر العسقلاني، أن يدمج هذه المخطوطات كاملة في كتاب واحد أسماه “صحيح البخاري”.

وبخصوص فكرة الكتاب، أشار رشيد أيلال، إلى أنها جاءت بعد اشتغال 16 سنة، مضيفا في اتصاله ب”آش نيوز”: “لقد مر وقت طويل وأنا أبحث في الأحاديث، التي وجدت فيها كوارث عظيمة، أحاديث مناقضة للعلم والعقل والمنطق والإنسانية، بل مناقضة حتى للنص القرآني، والذي يعتبرونه النص الأول، ولكن حقيقة ليس هو النص الأول ولم يكن يوما النص الأول، لأنه حينما تتعارض آية قرآنية مع الأحاديث ومع ما في صحيح البخاري، فالأولوية طبعا لصحيح البخاري”.

سب وتكفير

منذ خروج كتاب “صحيح البخاري .. نهاية أسطورة”، وهو يثير الجدل، يروي الكاتب، مبرزا أن هذا الجدل الذي أثاره ليس جدلا علميا، وإنما يدور حول السب والشتم والإهانة والتكفير والتفسيق وأخونة صاحب الكتاب، بل وصل الأمر إلى البحث عن المستوى الدراسي الخاص بالكاتب، رغم أن المعرفة لا تحدد بالمستوى الدراسي، بل تحصل سواء عبر التعليم الرسمي أو عبر التعليم الذاتي”.

وأشاد أيلال بالتفاعل مع الكتاب منذ صدوره، مؤكدا أنه نجح سواء في المغرب أو في تونس أو العراق ولبنان وألمانيا، والكثير من الدول الأخرى، مشيرا إلى أن مجموع الطبعات وصل لحدود الساعة، إلى ثلاثة في المغرب وثلاثة في تونس وواحدة في العراق ولبنان إضافة إلى طبعة في ألمانيا، مؤكدا أن الكتاب ينتشر ويحقق أعلى مبيعات الكتب في المغرب وتونس.