أكد محمد الدرويش، رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، أن جلسة الاستماع لممثلي التنسيقية الوطنية لخريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية، التي عقدها المرصد يوم الجمعة الماضي، كانت بمثابة نداء ومناشدة لرئيس الحكومة ولوزير التربية الوطنية وللنقابات الأكثر تمثيلية، التي من المرتقب أن تعقد اجتماعا مع رئيس الحكومة اليوم (الإثنين)، من أجل المطالبة برفع شرط 30 سنة لاجتياز مباراة التعليم، وهو القيد الذي يمنع شباب وشابات الوطن الذين حصلوا على الإجازة المهنية في التربية، والذين تجاوزوا سن 30 سنة، من ولوج مهنة التدريس، معتبرا أن من غير المعقول منعهم بشرط قانوني من اختيار المهنة التي يحبون.
قرار غير موفق
وقال محمد الدرويش، في اتصال مع “آش نيوز”، أن مهنة التدريس والعلاقة بين الأستاذ والتلاميذ غير مرتبطة بسن معين، فقد تجد شابا أو شابة بعمر 23 سنة، ولا يجيد التواصل مع التلاميذ، وقد تجده كبير السن ويتقن فن التواصل والتلقين والتربية، لذلك فإن فرض سن 30 سنة لم يكن قرارا موفقا.
وأضاف محمد الدرويش، قائلا: “نحن نعي أن الذي صاغ النظام الأساسي، صاغه بمنطق تقني صرف ومنطق محاسباتي صرف، بحيث حدد سن 30 سنة حتى يشتغل المعني بالأمر 35 سنة كاملة حين يبلغ سن التقاعد، أي أن الأمر مرتبط بصندوق التقاعد وليس بمهنة التدريس، وهذا أمر غريب”.
العدالة الأجرية
واستطرد محمد الدرويش حديثه مع “آش نيوز” مؤكدا أن التجويد في التربية الوطنية يجب أن يشمل بنيات التدريس من أقسام وتجهيزات، وأن يشمل الاهتمام بالموارد البشرية من حيث العدالة الأجرية وتوفير الشروط الملائمة لنجاح العملية التربوية، مشيرا إلى أن المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين يتطلع إلى نجاح هذا اللقاء المنتظر بين الحكومة والنقابات التعليمية، الذي ينتظر الشعب المغربي نتائجه باهتمام بالغ وحرص شديد، حتى تعود مكونات التربية الوطنية إلى أقسامها، داعيا أن تتحلى الحكومة والنقابات وكذا التنسيقيات وكل الأساتذة بالعقلانية والحرفية والمهنية في تدبير الحوار وبلوغ النتائج المرجوة منه.
جلسة استماع
وعقد المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، جلسة استماع مع ممثلي التنسيقية الوطنية لخريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية، من أجل مناقشة أوضاعهم ومناشدة الوزارة الوصية بإعادة النظر في تسقيف سن اجتياز مباراة التربية والتكوين المحدد في 30 سنة، نظرا للخصاص المهول في الأساتذة الذي تعرفه منظومة التربية الوطنية، ونظرا لكلفة تكوينهم خلال مسارهم الدراسي.