يبدو أن “دوزيم”، تحولت في السنوات الأخيرة، إلى قناة “من غير بواب”، كل منشط شهير فيها أو مقدم برامج معروف، يفعل ما يحلو له دون حسيب أو رقيب، مستغلا اسم القناة، من أجل قضاء أغراضه ومصالحه الشخصية.
بعض “منشطي” القناة الثانية، التي “يديرها” سليم الشيخ، أصبحوا اليوم مقدمين للسهرات والأنشطة والتظاهرات التي تقام داخل وخارج المغرب، يتقاضون عليها أجورا وتعويضات “محترمة” من المنظمين، إلى درجة أن كل تركيزهم أصبح منصبا على هذا “البيزنس” أكثر من اهتمامهم بتطوير برامجهم أو خبراتهم ومعارفهم.
هؤلاء المنشطين، مثلهم مثل شركات الإنتاج التي تأكل الكعكة وحدها، والممثلين الذين يتكررون كل سنة في البرامج والدراما الرمضانية، يحتكرون شاشة “دوزيم” لسنوات عديدة، إلى درجة أنهم “تغولوا” فيها وجعلوا منها رأسمالا يستثمرونه من أجل تحقيق أرباح وموارد مادية من جهات أخرى، إلى جانب أجورهم من القناة، التي تمولها خزينة الدولة، في الوقت الذي تحفل القناة بطاقات حقيقية، من بينها العديد من “البروفيلات” الشابة، التي تطمح في فرصة بسيطة لتظهر كفاءتها، دون أن تجد مسؤولا داخل القناة يؤمن بها أو يثق في قدراتها ويمنحها ولو نافذة صغيرة تطل من خلالها على الجمهور.
قد تكون إطلالة منشط أو مقدم تلفزيوني من القناة الثانية، في مهرجان أو سهرة، أو مشاركته في نشاط خيري أو مبادرة اجتماعية، مفهوما أو محمودا في بعض الأحيان، لكن أن يكون حاضرا في جميع الحفلات والتظاهرات التي تقام، خاصة خارج أرض الوطن، ويساهم، بشكل أو بآخر في تنظيمها، وفي التفاوض على الأسعار مع الفنانين المشاركين، مستعملا ورقة “دوزيم”، فنحن هنا نتحدث عن أشياء أخرى تدخل في إطار “الكولسة” والضغط والابتزاز من أجل أهداف شخصية.
أما المصيبة الكبرى، فهو حين يستضيف مقدم البرنامج أو منشطته، أشخاصا نكرة في برامجهم، لا يعرفهم أحد من الجمهور، لكن يتم الترويج لهم ولأنشطتهم على شاشة “دوزيم”، لأنهم يرتبطون بعلاقة عمل مع المنشطة أو المقدم في سهرة أو تظاهرة، في إطار منطق “كول ووكل” و”نخدم معاك ونشد كاشي مزيان وندوزك فالتلفزة”، بل أكثر من هذا، هناك منشطون يقومون بإشهار لبعض العلامات أو عيادات الأطباء أو اختصاصيي التجميل، على حساباتهم ب”إنستغرام”، التي لديها مئات الآلاف من المتابعين الذين يعرفونهم من خلال اشتغالهم في القناة الثانية، لتجد هؤلاء الأطباء والاختصاصيين ومالكي هذه العلامات أنفسهم، ضيوفا على برامج “دوزيم” التي يقدمها هؤلاء المنشطون أنفسهم، الذين يتصرفون في القناة وكأنها “دار باهم القديمة”، دون أن يكلف أحد من المسؤولين نفسه عناء السؤال عن هوية الضيوف أو أسباب نزولهم على هذه البرامج.
القناة الثانية تعاني مشاكل كبرى، في زمن “نتفليكس” ومنصات التواصل الاجتماعي التي تقدم مختلف المحتويات الرقمية التي تستقطب جمهورا كبيرا، خاصة من الشباب، مثلما تستقطب المستشهرين، كما تعاني أيضا من عجز مالي توشك معه على الإفلاس، رغم الدعم الذي تقدمه لها الدولة من مال دافعي الضرائب الذين يقاطع عدد مهم منه برامجها. وعلى القائمين عليها أن يبدعوا أفكارا جديدة وينفتحوا على طاقات مبدعة في جميع المجالات، يمكنها أن تشكل قيمة مضافة، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، حتى تتمكن من استرجاع ولو جزء بسيط من إشعاعها القديم.
بالمختصر، القناة الثانية “خاصها مسؤول واقف على شغلو” يمكنه الوقوف على مكامن الخلل والأعطاب، ومحاولة إنقاذها من “البانضية”. “واخا يدير غير النية”.
التعليقات 0