احتضن المركب السينمائي “ميغاراما”، مساء أمس الثلاثاء 28 نونبر 2023، العرض ما قبل الأول لفيلم “مطلقات الدار البيضاء”، الذي عرف حضورا جماهيريا كبيرا، ما أثار عددا من التساؤلات في صفوف الحاضرين، حول عدد الدعوات التي قدمت، بسبب الحشد الكبير إلى درجة لم يجد عدد من أبطال الفيلم مكانا لهم داخل القاعة، واضطروا للجلوس على الأرض لمتابعة العرض.

فريق فيلم مطلقات

سوء التنظيم

وإلى جانب سوء التنظيم الذي أثار استياء الحاضرين، فاجئ المخرج محمد عهد بنسودة، الجماهير، بسطحية معالجة ظاهرة الطلاق في المغرب، إذ سلط الضوء على الظاهرة من زاوية تلفزيونية بسيطة، ولا علاقة بعمق الفيلم السينمائي، الذي يجعل المشاهد يغوص في دوامة التحليل لما بعد الظاهرة بين الأسباب والدوافع، دون الحديث عن سذاجة الحوار، خاصة أن أبطال الفيلم، كالممثلة صونيا عكاشة ونادية علمي تغلب على لهجتهم اللغة الفرنسية، ما جعل بعض اللقطات في الفيلم تبدو كأنها عرض لما كتب في السيناريو فقط، بدون أي إحساس أو تشخيص.

أداء بارد

الفيلم ضم ثلة من النجوم المغاربة مثل زينب عبيد ومونية لمكيمل وبشرى أهريش ومحمد الشوبي ونبيل عاطف وعبد اللطيف شوقي ويونس لهري وأمين بنجلون وجميلة المصلوحي، إضافة إلى سعيدة شرف، والتي كانت أول تجربة لها في عالم التمثيل، ما جعل أيضا التساؤلات والاستغراب يطفو بشكل كبير بخصوص اختيار الممثلين، الذين جسد بعضهم دوره ببرود تام، رغم قساوة ظاهرة الطلاق نفسيا ومعنويا على فئة من النساء داخل المجتمع.

تدور أحداث القصة في الدار البيضاء، بين فئة تعيش الرفاهية، وفئة تعيش الهشاشة والفقر، والعامل الموحد بين الفئتين هو معاناة الطلاق، إذ حاول محمد عهد بنسودة، تسليط الضوء على بعض الإجراءات القانونية التعجيزية التي تعيق مسألة الطلاق، والتي تأزم الوضع بين الطرفين أحيانا، إضافة إلى تقييد حرية المرأة بسبب هيمنة الرجل حتى بعد الطلاق. ومن جهة أخرى، أضاء المخرج عتمة ظاهرة نفسية الأطفال بعد الطلاق والارتباك الذي يجدون أنفسهم فيه وحنينهم لحضن أسرة متوازنة.

وأكدت زينب عبيد، في تصريح ل”آش نيوز”، أنها لعبت دور امرأة تعيش المعاناة في علاقتها الزوجية، التي لا تكاد تنتهي إجراءات الطلاق فيها، موضحة أن الفيلم يعالج الاضطرابات التي تحوم حول المرأة المطلقة في المغرب.

النظرة الدونية

من جهتها، استطاعت مونية لمكيمل، والتي جعلت الجمهور يصفق لها غير ما مرة بسبب أدائها السينمائي الرائع، رغم تصريحاتها المستمرة أنها ابنة المسرح لا السينما، أن تبكي الجماهير بصدقها في التجسيد لامرأة من الطبقة الفقيرة، مطلقة وتكابد عناء الظروف الصعبة لأجل ابنتها.

واستنكرت مونية لمكيمل، في تصريحها ل”آش نيوز”، النظرة الدونية التي لازالت تلاحق المرأة المطلقة في المغرب، قائلة: “النظرة الدونية للمرأة أو لأي إنسان لا يطلقها إلا المريض”، وتابعت: “كفانا شجارا في المجتمع حول من الأهم هل المرأة أم الرجل؟”.

جدير بالذكر، أن الشريط السينمائي “مطلقات الدار البيضاء”، والذي حظي بدعم المركز السينمائي المغربي، استطاع الظفر بجوائز مهمة خلال جولته الدولية في المهرجانات الكبرى، إذ سبق وكشف المخرج محمد عهد بنسودة أن شريطه قد توج بجائزة الإخراج وجائزة أحسن إدارة ممثل في المهرجان الدولي للفنون بمدينة أثينا اليونانية، معبرا عن سعادته وافتخاره بذلك، بعدما سجل الفيلم حضوره في عدد من التظاهرات الفنية، آخرها كان المشاركة في فئة “سوق الفيلم” بمهرجان “كان” السينمائي.

ارتسامات بطلات فيلم “مطلقات الدار البيضاء” تجدونها في الفيديو التالي من تصوير: إلياس بوخريص