كشفت تقارير حديثة حول ظاهرة الاحتباس الحراري، توقعات بزيادة كبيرة في درجات الحرارة هذه السنة، وارتفاعها إلى رقم قياسي عالمي في 2024.
وأوضح أحد التقارير التي نشرها موقع “أكسيوس” الأمريكي، السبت الماضي، أن الانحدار الثلاثي لظاهرة اللانينا في المحيط الهادئ الاستوائي أدى إلى كبح جماح الارتفاع في درجات حرارة الأرض خلال 2022، وبلغت شدة الحرارة في هذا العام المرتبة الخامسة منذ بدء التسجيل الرسمي لدرجات الحرارة.
وتابع المصدر ذاته، أنه في حال ما كانت بيانات وكالة ناسا و”خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ” تشير إلى أن عام 2022 احتل الترتيب الخامس بين أكثر الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة على الإطلاق، فإن تبدد ظاهرة تدعى “اللانينا”، على نحو ما تذهب إليه التوقعات، يعني في الغالب ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة العالمية هذا العام، وارتفاعا أكبر في العام المقبل.
أما إذا حدثت ظاهرة “إل نينو”، التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض فوق متوسط درجات حرارة المحيط في جميع أنحاء المحيط الهادئ الاستوائي، يضيف تقرير “أكسيوس”، فقد ترتفع درجات الحرارة في عام 2023 إلى مستوى غير مسبوق أو توشك على ذلك.
وقال غافين شميدت، رئيس معهد غودار للدراسات الفضائية التابع لوكالة ناسا، إنه “يتوقع بالاستناد إلى احتمال نسبته 15% أن يشهد عام 2023 ارتفاعاً غير مسبوق لدرجات الحرارة، أما إذا حدثت ظاهرة إلنينو بحلول نهاية عام 2023، فمن المؤكد أننا سنشهد رقماً قياسياً جديداً لارتفاع درجات الحرارة في عام 2024”.
في السياق نفسه، ذكر تقرير آخر للموقع الأمريكي، نشر الأربعاء الماضي، أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات بلغ مستويات قياسية خلال 2022.
وأوضحت دراسة نشرتها مجلة “أدفانسنس إن أتموسفيريك ساينسيز”، أخيرا، أن وصول المحتوى الحراري للمحيطات إلى مستوى قياسي في 2022، يعد مؤشرا واضحا على استمرار الاحتباس الحراري.
وسجلت الدراسة أن ارتفاع درجة حرارة المحيط يؤدي إلى تغيرات واسعة النطاق في جميع أنحاء البحر، حيث تصبح المناطق المالحة أكثر ملوحة، فيما أصبحت مناطق جديدة من المحيط أعذب.
وأبرزت الدراسة أن ارتفاع درجة حرارة المحيط يعمل على تغيير أساسيات الدورة الهيدرولوجية، مما يسمح للعواصف بالتقاط المزيد من الرطوبة التي يتم التخلص منها بعد ذلك فوق الأرض، وتغيير دوران الغلاف الجوي بطرق تزيد من حدة الظواهر القصوى.
التعليقات 0