حقق المغرب، في السنوات الأخيرة، العديد من الإنجازات الأمنية التي منحته إشعاعا على الصعيد الدولي، سواء على مستوى كشف الستار عن خبايا مروجي المخدرات أو محاربة الجريمة المنظمة أو تفادي الضربات الإرهابية، إلى درجة أصبح معها مرجعا لدى بلدان قوية، أصبحت تستعين بخبرة أجهزته وفطنة رجالاته.
نقلة نوعية
في هذا الصدد، ومن أجل تسليط الضوء أكثر على الموضوع الذي أصبح حديث المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، اتصل “آش نيوز” بعبد الحق الصنايبي، خبير في الشؤون الإستراتيجية والأمنية، الذي أكد أن المغرب نقل استراتيجيته الأمنية نقلة نوعية، خلال السنوات الماضية، حيث تم الانتقال من المقاربة التكتيكية الصرفة في المواجهة المباشرة مع التنظيمات الإرهابية وعصابات وتجار المخدرات، إلى تبني مقاربة إستراتيجية على المدى البعيد، أظهرت من خلالها الأجهزة الأمنية علو كعبها.
وأوضح الخبير ذاته، في تصريح للموقع، أنه على مستوى الحركات الإرهابية، فإن الإستراتيجية التي يعتمدها المغرب تسعى لتحقيق الهدف الأسمى، الذي لا يتجلى فقط في مواجهة التنظيمات الإرهابية بشكل مباشر، بل في القضاء على البيئة المنتجة والمصدرة للفكر الإرهابي المتطرف، وكذلك الحال بالنسبة للعصابات التي تنشط في المخدرات، إذ يعتمد المغرب مقاربة القضاء على منبعها.
تجربة مرجعية
وأضاف عبد الحق الصنايبي، في الاتصال نفسه، أن مجهودات المغرب جعلت منه مدرسة ومرجعا في مواجهة الظاهرة الإرهابية على وجه الخصوص، حيث أصبح يصدر تجربته داخل إفريقيا من خلال بناء شراكات اقتصادية متعددة الأبعاد مع الدول الإفريقية، إلى درجة أن أمريكا أصبحت ترى في المغرب قاعدة متقدمة لمواجهة التهديدات الأمنية التي تشكلها التنظيمات الإرهابية، خاصة في منطقة الصحراء.
التعليقات 0