عرف الدكتور في العلوم القانونية والسياسية، ياسر عايض الحربي، مفهوم القوة الناعمة على أنها من المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع السياسي، وهو الحاكم الأساسي اليوم بشكل قوي في العلاقات بين الدول، كما أن هذه القوة تعد بمثابة قوة روحية ومعنوية للدولة من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والرياضة والفن والاعلام والترفيه.
3 موارد
وأضاف الدكتور ياسر عايض الحربي، في تحليل أجراه بعد منحه شهادة الدكتوراة بتاريخ 12 أكتوبر 2023، ومناقشته أطروحته تحت عنوان “التواصل السياسي في العمل الدبلوماسي بالمملكة العربية السعودية”، أنه على الرغم من أن مصطلح القوة الناعمة ظهر في تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، إلا أن معظم المنظرين يعتبرونها ملازمة للتاريخ الإنساني.
وبخصوص موارد القوة الناعمة، أورد الدكتور ياسر عايض الحربي، أن “هناك موارد ثلاثة للقوة الناعمة، أولها الثقافة، التي تساهم بشكل أساس في عملية جذب الآخرين، إضافة إلى القيم السياسية عندما يتصرف الفاعل السياسي وفقا لها في الداخل والخارج معا، وكذلك السياسات الخارجية، خاصة عندما ينظر إليها الآخرون على أنها شرعية وأخلاقية”.
مفهوم جديد
وأضاف ياسر عايض الحربي، في تحليله، أنه “يتضح بأن مفهوم القوة الناعمة والحرب الناعمة كما يطلق عليها البعض، جديد نسبيا على المكونات السياسية والاجتماعية للدول المتقدمة، إلا أن جذوره الحقيقة كما يراها البعض نجدها بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة من خلال برنامج فولبرايت للتبادل الطلابى حول العالم سنة 1946 كوسيلة للتأثير على الثقافات والهيمنة على عقول المجتمعات الأخرى”.
المملكة العربية السعودية
وفسر الدكتور الحربي في نفس السياق، أن “هذه القوة التي ما فتئنا نلاحظها وبقوة، تنهجها المملكة العربية السعودية في سياساتها الداخلية والخارجية بكل تميز وإتقان، بفضل القيادة المتبصرة والرشيدة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومن خلال الإستراتيجية والرؤية المستقبلية الجديدة 2030 لتطوير والنهوض بالمصلحة والفائدة المجتمعية للشعب السعودي، لأنها تعد السبيل الأمثل والأنجح لتطوير البلد والشعب والرقي به للعالمية، وذلك من خلال تطوير كل من القوة الترفية والقوة الرياضية والقوة الإعلامية والفنية..، مما يخدم مصلحة البلد والشعب السعودي وعلاقاته بباقي الشعوب المجاورة والعربية والإسلامية سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي”.
التعليقات 0