في إطار الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، والتي جاءت تحت عنوان “دورة طوفان الأقصى”، المنعقدة اليوم السبت والأحد 13 و14 يناير 2024 ببوزنيقة، قدم عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تقريرا سياسيا، أبرز من خلاله أن المغرب يعرف في الفترة الحالية ترديا غير مسبوق على مستوى تدبير الشأن والمصلحة العامين، معتبرا أن سببه بالأساس أغلبية حكومية وبرلمانية وترابية تعاني آفة غياب الشرعية الانتخابية الواضحة.
السلم الاجتماعي
وأكد عبد الإله بنكيران، في تصريح ل”آش نيوز”، أن الحزب يعقد مجلسه سنويا للتشاور، وتقييم أدائه خلال السنة الماضية والتوافق حول المقترحات المتعلقة بالعمل المرتقب في المستقبل وكذلك لتقييم الأوضاع السياسية داخل البلد وخارجه، مبرزا أن “الأمة العربية والإسلامية تشعر اليوم بتقارب المسافات ووحدة المصير، خصوصا بفعل ما يقع في فلسطين”.
من جانبه، كشف عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن المجلس الوطني للحزب هو فرصة لمناقشة الوضع الوطني والدولي، خاصة ما يقع في فلسطين، وبعد أن بلغت الحكومة منتصف ولايتها، ما يجعل الأسئلة تطرح حول ماذا تحقق وماذا سيتحقق، مشيرا إلى أن “الحكومة الحالية باعت الوهم للمغاربة وباتت تهدد السلم الاجتماعي”.
وأضاف بوانو في تصريح ل”آش نيوز”، أن “السلم الاجتماعي مهدد. والدليل هو توقف الدراسة لأزيد من شهرين، بما لذلك من آثار اجتماعية واقتصادية، دون الحديث عن الجفاف وغلاء الأسعار والأزمات المتتالية”.
التعامل مع الأزمات
من جهته، قال إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن “الدورة العادية لمجلس الحزب تأتي في سياق استثنائي بكل المقاييس، خاصة أن سنة 2023، وقعت فيها أحداث كبيرة”، مبرزا أن “هذه الدورة هدفها هو تقييم أداء الحزب السنة الماضية والمصادقة على برنامج السنة الحالية ورصد الأزمات التي يشهدها البلد”.
وبخصوص معالجة المجلس للأزمات المتتالية التي عرفها المغرب، أوضح الأزمي في تصريح خص به “آش نيوز”، أن “أزمات الحكومة الحالية لا تنتهي بالرغم من أن الأزمات أمر عادي ويمكن أن يصادف أي حكومة، ولكن الإشكال هو كيفية التعامل مع هذه الأزمات، والحكومة الحالية تعلق فشلها على العدالة والتنمية”.
“من واجب الأحزاب السياسية اليوم عدم ترك الساحة السياسية فارغة”، يقول الأزمي، مشيرا إلى أن “رئيس الحكومة عزيز أخنوش، غائب منذ 24 من دجنبر الماضي، بالرغم من أن المشاكل التي يعرفها المجتمع وعلى رأسها مشكل الماء وملف التعليم والأسعار”.
تقرير سنوي
وكشف الحزب، في تقريره السنوي الذي يتوفر “آش نيوز” على نسخة منه، أن المرحلة الحالية التي يشهدها المغرب تتطلب بكل استعجال تحضير شروط وآليات تصحيح المسار السياسي والديمقراطي والحزبي والانتخابي، مبرزا أن المغرب أمام مفترق طرق مصيري يتطلب تقوية الجبهة الداخلية بأحزاب وطنية حقيقية ومستقلة، وبمناضلين حقيقيين ونزهاء، وبمؤسسات منتخبة قوية وذات شرعية وذات مصداقية لا لبس فيها.
وتابع الحزب في تقريره قائلا: إن “ضعف الحكومة وأخطائها المتكررة وارتباكها وتفاقم الوضع الاجتماعي وتزايد الاحتجاجات يتطلب منا نحن كحزب وطني مستقل في موقع المعارضة أن يقوي حضوره ويرفع وتيرة أدائه النضالي ويعزز مواقفه في مواجهة الحكومة وسياساتها الفاشلة وأن يواصل دفاعه وبقوة عن المصالح والمطالب المشروعة للمواطنين بما يدعم الاستقرار ويحقق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية”.
التعليقات 0