صدمة كبرى تلك التي تلقيناها كمغاربة أمس (الثلاثاء)، بعد إقصاء المنتخب المغربي من منافسات كأس إفريقيا المنعقدة في الكوت ديفوار، بعد أن منينا النفس بفوز جميل على منتخب جنوب إفريقيا يمكننا من التأهل إلى الدور الموالي، خاصة بعد سقوط منتخب السنغال، الذي أبان عن قتالية وأداء جيد جدا منذ بداية المنافسة. فبعد هزيمته، اعتقد الجميع أن الطريق معبدة نحو اللقب، لكن هيهات.
لسنا محتاجين إلى دبلوم خاص في التحليل الرياضي، لنقول إننا لم نكن منتخبا مؤهلا منذ البداية للحصول على اللقب القاري الذي “عقّدنا” سنوات طويلة. فمنذ المباراة الأولى، تبين أن “الأسود” ليسوا في كامل لياقتهم وطاقتهم، خاصة في الأشواط الثانية. لقد ضيعوا أهدافا وفرصا كثيرة، ولم يكن أداءهم في مستوى التوقعات، إذ كان التخوف و”الستريس” يهيمنان على الجمهور المغربي مع بداية كل مباراة، ولم ينقل لنا الركراكي و”وليداتو” الثقة في النفس التي كنا في حاجة إليها، فكل فوز سابق كان “من الخير” وفقط، وليس نتيجة تكتيك وخطة مضبوطة وقراءة جيدة.
“أسود الأطلس”، الذين شاهدناهم في الكوت ديفوار، ليسوا نهائيا أسود المونديال القطري. ورجاء أن لا يتحجج أحد بالرطوبة والحرارة. فالأشقاء الجزائريون حملوا اللقب وكذلك المصريون، غير ما مرة. قد يكون عامل المناخ الإفريقي واحدا من العوامل التي تجعل المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، لو كانت الاختيارات في محلها واللعب على “أصوله” والإرادة القوية والقدرة على تحويل الفرص إلى أهداف حقيقية، وليست مهدورة.
لقد أبان “أسود الأطلس” ومدربهم وليد الركراكي، خلال هذا الحدث القاري المهم، عن “نرفزة” عالية وعدم انضباط لقرارات التحكيم و”جعجعة” فارغة وتعال وتكبر، فقط. وكان الأحرى بهم أن يتحلوا بأخلاق وتواضع الكبار، ويشتغلوا في صمت وتناغم وانسجام. وربما أيضا أننا لم نكن في حاجة إلى نفس العناصر التي لعبت في المونديال. وقد كان بالإمكان أن يؤدي تعزيز المنتخب بعناصر مختلفة أن يبعث فيه روحا جديدة أيضا.
هي ليست نهاية الحلم فعلا. لكننا لسنا فخورين. في نهاية المطاف، فهي مجرد فرقة أغلب لاعبيها يمارسون في الدوري المحلي، التي أقصت رابع المنتخبات عالميا، من “الكان”. وبدل إيجاد المبررات لضياع ركلة الجزاء وإهدار الفرص، علينا أن نبحث عن مكامن الخلل ونعيد ترتيب أوراقنا لنكون جاهزين في المستقبل. وإلا فما حققناه من إنجاز في قطر، قد يصبح فقط في عداد “المعجزات” أو “ضربات الحظ” الذي حالفنا مرة وسيغيب عنا مرااااااات.
التعليقات 0