بقلم: هشام نوستيك (كافر مغربي)
للدين قوة تأثير جبارة على المجتمعات والأفراد، به تجيش الجموع وتربط العلاقات، وهو كذلك مصدر العزاء والتوجيه والأمل بالنسبة للكثيرين. مع وجود هذه الأمور الإيجابية نسبيا، هناك خطر كبير يكمن في استغلال إيمان الناس لتحقيق مكاسب شخصية. ظاهرة الاحتيال الديني ليست جديدة. فهي قديمة قدم الأديان، انطلاقا من القادة الكاريزميين الذين يستغلون ثقة أتباعهم، إلى المخططات الاحتيالية التي تعد بالتدخل الإلهي مقابل مساهمات مالية. الذي تغير مقارنة بواقعنا اليوم، هو أساليب التلاعب المستخدمة التي تلعب على نقاط ضعف الضحايا وتتركهم مدمرين نفسيا وماديا.
آخر صيحة في عالم التجارة بالدين، أسماها صاحبها يونس الشرايبي “الكوتشينغ بالقرآن”. نعم، كوتشينغ بالقرآن! الشرايبي طبيب أسنان وجد لنفسه مصدر رزق جديد لا يكلفه إلا مجهود حبال صوته. أموال تترعرع دون حسيب أو رقيب. تدفع مبلغا محترما، سيتضاعف قريبا، لسماع آيات قرآنية. المشكلة ليست في القرآن، بل في استغلاله من طرف كسير وعوير وثالث ما فيه خير.
فتحت مواقع التواصل الباب على مصراعيه لكل من سولت له نفسه خداع الناس. ليست إلا مسألة وقت وسيخرج علينا جيش من “الكوتشات بالقرآن” المقلدين، وأنواع أخرى من المحتالين بأسماء عجيبة غريبة، ماذا عن “كمال الأجسام بالقرآن”؟ أو “العملات الرقمية بالقرآن” أو “الذكاء الاصطناعي بالقرآن”؟
قد يقول قائل إن هذا الموضوع لا يستحق كل هذا النقد. لكن هذا غير صحيح، فتح مجال استغلال الدين سيفتح “صندوق باندورا” لا محالة. بدل علاج السرطان بالطب الحقيقي، سيلجأ الناس إلى “معالج السرطان بالقرآن”! هذا المثال ليس إلا غيضا من فيظ. ثم ماذا عن الذين درسوا وتكونوا وحصلوا على شهادات تخول لهم مساعدة الناس؟ كيف حالهم وهم ينظرون إلى من سفه مجال تخصصهم وسرق زبائنهم بالخداع وبصفر مؤهلات؟
ألم يأن لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تضع حدا لهؤلاء “البزناسة”؟ هل ننتظر تأسيس مافيا جديدة بعد مافيا الرقاة (غير) الشرعيين الذين عاثوا في الأمة فسادا؟
تدخل المسؤولين أصبح أمرا ضروريا. ليس فقط لحماية الضحايا المحتملين، ولكن أيضا لتعزيز مجتمع يمارس فيه الدين بإخلاص حقيقي بدلا من استغلاله أداة لتحقيق مكاسب شخصية.
هاد شي مكتبتوش في اللوحة. هشام ميعادونا في جهنهم هههههههههههه انا الله الواس3