يصادف يوم غد 14 فبراير من كل سنة، اليوم العالمي للحب، حيث يحتفي العشاق عبر العالم بيومهم، إلا أن هذه الذكرى ترصد معها عدة تساؤلات من بينها، ما هي التغيرات التي طرأت على الحب وعلى العلاقات العاطفية اليوم؟ ما الذي يميز الحب قديما عن اليوم؟ وما سر استمرارية العلاقات العاطفية الناجحة قديما؟ كلها أسئلة أصبحت تطرح بقوة في عهد التكنولوجيا الحديثة نظرا لفقدان الحب جوهره وقيمته بعد أن أصبح مقيدا بالعديد من الشروط والإكراهات.
تغير مفهوم “الحب”
بشرى المرابطي، أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي، ترى أن افتقاد الحب لقيمته في أيامنا يعود لعدة أسباب، أبرزها التطور التكنولوجي في العصر الحديث، والذي يمكن اعتباره عاملا من عوامل تبلد وجفاء المشاعر.
وأضافت المرابطي، في اتصال مع “آش نيوز“، موضحة مقاربة الحب بين الماضي والحاضر، أن الماضي احتضن نساء غير متعلمات، منظورهن للحب بسيط وساذج أحيانا، إذ كل ما كان يقوم به الرجل لصالحها تعتبره تعبيرا عن الحب حتى وإن كان عنفا، مشيرة إلى مثل مغربي قديم يقول: “الزربية العزيزة هي لي تتنفض”، مبرزة أن معظم النساء من الأجيال القديمة كن يصدقن مضمون هذا المثل.
تأثيرات خارجية
وقالت الأخصائية ذاتها في نفس السياق، إن النساء اليوم أصبحت لهن شروط في الحب، والعنف بكل أنواعه بات مرفوضا وغير مقبول، مشيرة إلى أن هذه الأمور إيجابية، وفي المقابل، يبقى السلبي في الموضوع هو التأثيرات الخارجية التي تمثلها منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت مقسومة إلى فئتين، رجال ينصحون الرجال ونساء ينصحن النساء لاختيار الشريك الصحيح. وبالتالي بات الشك ينتشر ويتقوى في صفوف الشباب، مؤكدة أن عالم الديجتال ومنصات التواصل الاجتماعي، يساهم بقوة في التشكيك في مصداقية الحب ومدى جدية الشخص، وهذه النصائح الكثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي جلها يصب في تعزيز الشك في الحب وليس تكميله.