دعا عدد من سكان المدينة القديمة للدار البيضاء، إلى استغلال فرصة زيارة الملك محمد السادس للمدينة، من أجل القيام بوقفة احتجاجية من شأنها أن تحرج مدبري الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية، ولإسماع صوتهم إلى أعلى سلطة بالبلاد، طامعين في تدخل جلالته من أجل إيجاد حل لمشكل ترحيلهم وإفراغهم من منازلهم، حسب ما أكدته مصادر مطلعة.
النزول إلى الشارع
واعتبر سكان من المدينة القديمة للدار البيضاء، أن الحل الوحيد هو الاحتجاج والنزول إلى الشارع، معتبرين أن الانخراط في تنسيقيات وعقد اللقاءات من أجل مناقشة مشكل إفراغهم من مساكنهم والحوار مع السلطات، لن يوصلهم إلى شيء، مطالبين جميع السكان المتضررين للتحلي بروح الشجاعة وإسماع صوتهم والترافع عن قضيتهم، حسب المصادر.
صمت وتشتت
واعتبرت المصادر نفسها، أن صمت سكان المدينة القديمة للدار البيضاء وانقساماتهم وتشتت مواقعهم هو أكثر عامل سيجهز على حقوقهم ومكتسباتهم، خاصة أنهم اعتادوا التعايش مع أوضاعهم مهما بلغت هشاشتها، وهو ما أدى بالسلطات والمسؤولين إلى مماطلتهم وعدم الاهتمام بقضيتهم، علما أنهم كانوا سباقين دائما إلى نصرة القضايا الوطنية ويدينون بالولاء للملك محمد السادس ويثقون في حكمته وعدله، ويأملون منه زيارة مرتقبة إلى المنطقة تنصفهم وتوقف قرارات الهدم “المجحفة”.
بين الحوار والاحتجاج
ويعيش سكان المدينة القديمة للدار البيضاء، انقساما في مواقفهم، بين مؤيدين للحوار والتفاوض مع السلطات، رغم أن عمليات هدم المنازل تجري على قدم وساق، وبين داعين إلى الاحتجاج والانتفاض على الوضع، خاصة أن المهلة التي أعطيت لهم من أجل إخلاء مساكنهم تقترب مع نهاية رمضان.
وتم تدمير العديد من المنازل بالمدينة القديمة للدار البيضاء، ومن بينها منازل مقاومين للاستعمار وشخصيات فنية أيقونية، بدعوى أنها آيلة للسقوط، رغم أن التعليمات الملكية كانت واضحة بشأن إعادة تأهيلها وترميمها والحفاظ عليها باعتبارها إرثا حضاريا.