لقيت التسريبات غير الرسمية لتعديلات مدونة الأسرة، والتي تضمنت توسيع حق المرأة في الإرث، وإقرار الولاية الشرعية للوالدين سواء أثناء الزواج أو بعد فسخ العقد، مع إعطاء الأم الصلاحيات نفسها التي يتمتع بها الأب في هذا الشق، والسماح بزواج المسلمة بغير المسلم، جدلا واسعا في صفوف المواطنين المغاربة، إذ انقسمت جل التعليقات بين التأييد والمعارضة.
غضب واستنكار
“عنداك تزوج إنه فخ”، هكذا عنون بعض الشباب تدويناتهم الفيسبوكية، مستنكرين هذه التسريبات لبعض من توصيات الهيئة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة التي رفعت إلى الملك محمد السادس، مطالبين بشن حملات للتعبير عن رفضهم لهذه المقتضيات التي يعتبرون أنها تمس بأسس الأسرة المغربية.
وفي نفس السياق، ظهر بعض النشطاء “المتعصبين”، الذين عبروا عن رفضهم لأي تصحيح في مضامين المدونة، لدرجة نشر عبارات قدحية تمس بالمرأة بشكل مباشر، وتبادل تعليقات سطحية يؤطرها نقاش عقيم يقسم الرأي العام إلى فئتين.
تيارات متطاحنة
ومن جهة أخرى، تلقى البعض الموضوع بهدوء تام و”عقلانية”، حيث علقت إحدى الصفحات قائلة: “المرعب في تعديلات مدونة الأسرة ليس ما ستأتي به، لكن الطريقة التي تمت بها إدارة النقاش وكيفية التعاطي مع المقترحات. في النهاية، المدونة الجديدة ليست نتاج نقاش مجتمعي توافقي بين جميع التيارات، وإنما هي ممنوحة من طرف أعلى سلطة في البلاد. وما سيأتي به سينزل بدون نقاش أو انتقاد، وسيتم التصفيق له من طرف جميع التيارات المتطاحنة الآن.. ما نحتاجه اليوم هو دمقرطة النقاش والمؤسسات حتى تكون تشريعاتنا تشبهنا وتشبه تطور مجتمعنا”.
تحذيرات جمعوية
ومن جهتها، استقبلت الجمعيات المدافعة عن حقوق الرجل، ببعض من التشكيك والرفض، التسريبات المذكورة، والتي من أهمها تنظيم إجراءات زواج الأجانب والزواج المختلط من خلال الاعتراف بحق طرفي عقد الزواج في اختيار النظام القانوني الأصلح لهما، وإزالة اختلاف الدين من ضمن موانع الزواج المؤقتة.
وعلى الرغم من قلق المدافعين عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي حول هاته التسريبات وأثرها على المجتمع، إلا أن بعض المدافعين عن حقوق الأب والأبناء لا يخالفون ما جاءت به هاته المضامين غير الرسمية طالما أنها لا تخالف النصوص القطعية، على غرار “المساواة في الولاية الشرعية”، مجتمعين معا على أن “كلمة العاهل المغربي هي التي ستحسم، وهم بذلك يضعون ثقتهم الكاملة فيه من أجل حماية مطالبهم”، محذرين من نتائج التسريبات الحالية التي أشعلت نار نقاش غير صحي.
التعليقات 0