ما فعله المشجع السعودي في حق اللاعب عبد الرزاق حمد الله بعد انتهاء مباراة كأس السوبر السعودي، إهانة في حق المغاربة، مرت مرور الكرام دون أن يتحرك لها ساكن جميع الجهات الوصية. بل حتى المعني بها شخصيا، تنازل عن حقه أمام المعتدي، مفضلا أموال البيترو دولار و”مستقبله” الكروي على كرامته وعزة نفسه.
لقد كان منظر السوط الذي جلد به المشجع “البدوي” عبد الرزاق حمد الله، وسط الملعب، وأمام أنظار الكاميرات، في الفيديو الذي تم تناقله عبر أنحاء العالم، مستفزا ومثيرا للكثير من الغضب في النفوس. وذكرنا بأن “تريكة” قريش ما زالت لم تتخلص بعد من “أخلاق” الجاهلية، وتعتبر نفسها فوق العالمين، والكل عبيد يجب أن يركعوا لها.
تخيلوا معي لو وقع الأمر نفسه مع المدلل رونالدو، الذي يكاد شيوخ السعودية يقبلون مؤخرته فقط ليرضى عنهم، هو وزوجته الحسناء. هو الذي لا يحضر تظاهرة ولا حدثا في مملكة بن عبد العزيز، إلا بعد أن يتقاضى عنها “كاش صحيح”. وهو أيضا الذي قام بحركات مخلة بالأدب تجاه الجمهور السعودي وطرد غير ما مرة من مباريات يظهر فيها وكأنه يلعب “بزز”، ومع ذلك يهتفون باسمه وفخورون بأنه يلعب في دورياتهم. هل كان أحد من رعاة الإبل ليتجرأ على لمس شعرة منه؟ فما بالك بضربه بسوط وكأنه “عبد مشرط لحناك”. تخيلوا أيضا لو ما وقع لحمد الله وقع مثله للاعب كرة أمريكي مثلا (سلة أو بيزبول، بما أن أمريكا غير موهوبة في اللعبة الأكثر شعبية في العالم)، ألم تكن لترسل بارجة حربية تدك الحرم المكي نفسه على رؤوس آل سعود؟ لكنه فقط لاعب مغربي… إنه فقط حمد الله.
لقد عرفت السعودية تغييرات مهمة في السنوات الأخيرة. وأصبحت أكثر انفتاحا بفضل سياسة ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، وتحولت إلى راعية للفنون والرياضة والسياحة لتظهر أمام العالم وجها مشرقا، خاصة أنها مقبلة على تنظيم تظاهرة عالمية بحجم كأس العالم. لكن شيوخها “طويلي العمر”، أغفلوا مسألة في غاية الأهمية، هي أن الثقافة واللياقة والكياسة و”الترابي” لا تشترى بمال، وأن “البيترو دولار” لا يشتري تاريخا ولا حضارة، وكان عليهم أن يضمّنوا رؤيتهم ل2030، إعادة تهذيب “السراريح” الذين ما زالوا “يتربعون”ب”كروشهم” الضخمة حول طبق “كبسة”، ويتجشؤون بعده تخلفهم ورجعيتهم.
واقعة جلد عبد الرزاق حمد الله أبانت عن مستوى حقير ولا إنساني في التعامل مع البشر. ويلزمها اعتذار لهذا اللاعب المغربي الذي شاهده والداه وإخوته وعائلته وأبناء شعبه وهو يهان وتبعثر كرامته في الأرض في مشهد يثير اشمئزاز كل مواطن يغار على بلده وأبناء بلده. يلزمها عقاب شديد لذلك المشجع الذي يعتقد أنه أفضل من جميع الناس، فقط لأنه يرتدي “رزة”.
خلاصة القول، “الحولي” يظل دائما ب”كرونو”، حتى ولو كان يسوق “البوغاتي“، وليس فقط “الرونو”.
التعليقات 0