أكد أبو بكر حركات، الخبير النفسي والجنسي، أن “زنا المحارم“، ظاهرة يعرفها المجتمع المغربي منذ القدم، ويمكن وصف مرتكبيها بالأشخاص “السايكوباثيين”، الذين يعانون من الاعتلال الاجتماعي والاضطرابات في الشخصية، إذ يتسمون بالاستمرار في السلوك المعادي للمجتمع وضعف التعاطف والندم، ولديهم سمات جريئة وغير مقيدة وأنانية مفرطة.
“وحوش آدمية”
وأشار أبو بكر حركات، في اتصال مع “آش نيوز”، أن معظم القصص التي ترصد في القرى والبوادي والمدن، بخصوص أب اغتصب فلذة كبده، أو عم اغتصب ابنة أخيه أو خال.. وقس على ذلك، يكون القاسم المشترك بين جميع مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية، هو غياب الوازع الأخلاقي والديني، مبرزا أن عددا كبيرا من هؤلاء “الوحوش الآدمية” يلتحفون برداء الدين، لكن في عمق تركيبة شخصيتهم هناك اضطرابات خطيرة تهدد محطيهم.
وأبرز الخبير النفسي والجنسي، أن مرتكبي هذه الجرائم، لايستطيعون الخضوع للضوابط الاجتماعية الأخلاقية، ويرون أنفسهم على حق فيما يقومون به كيفما كان، وبعضهم لديه خلل نفسي يجعله ينساق وراء الشهوة واللذة، ولايتمكن من استعاب خطورة ما يقوم به، ففي حالة كانت لديهم رغبة جنسية، يمكن أن يمارسوها على أي شخص، ولايهم إن كان من أقربائه أو من لحمه ودمه، مستغلا ضعف الضحية.
وقدم أبو بكر حركات، مثالا بعواقب هذه الأفعال الإجرامية قائلا: “سيدة تبلغ من العمر 30 سنة مثقفة ولديها ما يكفي من الوعي لكي تتخد قرارات صائبة في حياتها، لكن بسبب ضغط أبيها الذي كان يتحرش بها، وهروبا منه، قررت أن تتزوج من الشخص الأول الذي ظهر أمامها، وهو شخص دون المستوى ولا يليق بها وتعيش معه في دوامة من المشاكل، فقط لكي لاتظل تحت تهديد أبيها وفضيحة خبر تحرشه بها”، مشيرا في هذا السياق، أن “المؤسف في الموضوع هو الخوف من التبليغ عن الأب أو الأقارب في مثل هذه الحالات، ما يكرس عمق هذه الجرائم أكثر فأكثر”.
تأنيب الضمير
وبخصوص مسألة تأنيب الضمير، أكد أبو بكر حركات، أن فئة منهم تحس فعلا بتأنيب الضمير بعد الفعل الإجرامي، وأغلبهم يكون تحت تأثير الخمر أو المخدرات. أما الفئة الأخرى فتعيش عددا من الاضطرابات النفسية الخطيرة، ولارتحس بتأنيب الضمير، وعند ممارستها للاغتصاب تكون بكامل وعيها، وتعيش من جديد حالة العود، أي العودة لممارسة نفس الأفعال الإجرامية وبنفس اللذة.
التعليقات 0