وأنت تتجول في أزقة أحياء تطوان الهادئة، يتردد اسم سينما “أفينيدا” المكتوب باللون الأزرق، يناديك لاكتشاف المكان. هي سينما ليست كباقي السينمات التقليدية التي تراها في الأفلام أو التي زرتها في مدن العالم. في سينما “أفينيدا”، فور أن تطأ قدمك المكان، تحس بالحنين للماضي، وينتابك شعور ورغبة في الفرجة والاستمتاع بما سيعرض أمامك.
أقدم القاعات
وفي حديث رفقة أحد المسؤولين عن السينما، أكد لـ“آش نيوز”، أنها من أقدم القاعات السينمائية في القارة الإفريقية، مبرزا أنها تحظى باهتمام كبير من قبل الزوار حول العالم، نظرا لجماليتها وتفاصيل تصميمها المختلف عن باقي القاعات السينمائية بالمغرب.
وأوضح المسؤول ذاته، أن “أفينيدا” باتت وجهة مفضلة للمهتمين بعالم الشاشة الكبيرة، إذ زارها لحدود الساعة ما يعادل نصف دول العالم من أجانب مهتمين، والذين اتفقو على جمالية شكلها الذي يشبه قصر الملوك الذي يعرض في أفلام الكرتون القديمة، خاصة وأن مصدر إلهامها يعود للموروث الإسباني الغني بالتنوع الثقافي.
ملاذ آمن
يمكن اعتبارها “ملاذا آمنا” للفرجة السينمائية، نظرا لما تعكسه لدى المتلقي من هدوء واطمئنان، بفعل ألوانها الهادئة بين الأخضر والأحمر وتدرجات اللون الأصفر، إضافة إلى شكل صفوف المقاعد حيث يشاهد الجميع الفيلم المعروض في جو حميمي سينمائي، يعيدك للزمن الفيكتوري، بسبب اللوحات المجاورة في القاعات الأخرى، وتصميم الأبواب الذي تم الاشتغال عليه بتفاصيل دامجة بين ثقافات مختلفة.
تمكنت سينما “أفينيدا”، التي تستقبل هذا الأسبوع إلى غاية 4 من ماي المقبل، أفلاما تتنافس على جائزة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، أن تثير انتباه النقاد والمخرجين وكذلك الزوار المهتمين، بشكلها وعراقتها التي يعبر عنها تصميم القاعة، سواء بحجمها الكبير أو بما تحتضنه من صور ولوحات تعود بك للماضي الجميل. أحيانا تلمس طابع التراث المغربي وأحيانا أخرى تجد نفسك تائها في عوالم أخرى من وحي الأندلس.
التعليقات 0