أكد عصام العروسي، خبير سياسي وأستاذ في العلاقات الدولية، أن الصراعات السياسية الحالية وتبادل التهم بين الأحزاب، سبب رئيسي في تدهور المشهد السياسي، خاصة مع تراجع وخفوت دور الأحزاب السياسية ودور النقابات في الحركة السياسية والتنشئة السياسية.
البنية المتراجعة
وأشار عصام العروسي، في اتصال مع “آش نيوز”، إلى أن هذه التوترات تعود لما يسمى البنية المتراجعة من الناحية الإديولوجية الحزبية، وكذلك البنية الأخلاقية، وهذا ما يرتبط بموضوع التخليق السياسي، الذي طالما تحدث عنه الملك محمد السادس، في خطاباته المتكررة، داعيا الأحزاب إلى القيام بأدوارها السياسية والتشريعية ومهامها في تأطير المجتمع.
واستنكر الخبير ذاته، الاتهامات التي توجهها الأحزاب فيما بينها، مبرزا أن هذه المؤسسات الحزبية اهتمت بمسألة الوصول إلى المقاعد والسلطة والحسابات المالية، وهو ما يكرس اليوم التدهور الكبير الذي تشهده الساحة السياسية.
غياب الكفاءات
وأفاد عصام العروسي، أن السبب في تراجع العمل السياسي، يعود أيضا إلى غياب الكفاءات وغياب الفئة المثقفة، إضافة إلى عدم تقرب الأحزاب السياسية من الجماهير، وتابع قائلا: “أعتقد أن المشاريع الحزبية فشلت وأصبحت المؤتمراث تكرر نفس الخطابات، إذ لا تكاد تميز بين خطاب اليمين وخطاب اليسار والخطابات الإسلامية”.
واستطرد الخبير السياسي، أن “بالمنطق التجاري ومنطق العرض والطلب، فقد تحولت الأحزاب إلى مصدر منتج لبعض النخب التي تحاول التواجد في المربع السياسي، بحمولة فارغة، منبنية على أساس المقايضة والمتاجرة، متشبثة بالمقاعد فقط، وهنا يكون المتحكم في العملية السياسية هو عامل المال فقط، ما جعل جل المؤسسات التشريعية تتحول إلى دكاكين انتخابية للوصول إلى المناصب”.
التعليقات 0