سلط الحبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، الضوء على وضعية المتقاعدين بالمغرب، مبرزا أن المتقاعد يظل منذ إحالته على التقاعد، حبيس وضع اجتماعي جامد تتحكم فيه الأجرة القارة التي تصاحبه طيلة ما تبقى من سنوات عمره.
وضع اجتماعي صعب
وأورد الحبيب كروم، في تصريح لـ“آش نيوز“، أن “هذه الوضعية تزداد تعقيدا باعتبارها تخص مرحلة عمرية مقرونة بالمزيد من التكاليف المرتبطة بالشيخوخة والأمراض المزمنة، فضلا عن تآكل أجرة المتقاعد التي تتجرد من كافة الامتيازات كالترقيات والتعويضات والزيادات بالرغم من هزالتها، مما يساهم في تقهقر المستوى المعيشي للمتقاعد بمروره من وضعية اجتماعية معتادة إلى وضعية اجتماعية غير مألوفة”.
وأشار النقابي ذاته، إلى أن “وضعيات المتقاعدين تختلف من فرد إلى آخر باختلاف ظروفهم الاجتماعية، إلا أننا لا يمكننا تعميم قاعدة التقهقر الاجتماعي على كافة الحالات، وفي ذات الوقت لا يمكن اعتماد الاستثناءات كقاعدة”.
وأبرز الحبيب كروم، أن إشكالية المتقاعد بالمغرب تستدعي اعتماد معالجة بمقاربة المدى المتوسط والبعيد في التعاطي مع الملفات المطلبية، التي يتداول فيها النقابي الشاب والمسؤول الشاب على حد سواء برؤية المدى القريب، فمجمل الحوارات والملفات المطلبية لا تشمل مطالب المتقاعدين بما فيها الزيادات التي يتم إقرارها للموظفين والمستخدمين والعاملين النشطاء.
“خدم أصغري على كبري”
وأورد الحبيب كروم، أن مسؤولية تحسين الظروف الاجتماعية والمادية للمتقاعدين تعود إلى الموظفين والمستخدمين والعاملين النشطاء كل من موقعه”، وأضاف: “قد حان الوقت في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية والزيادات المهولة والصاروخية التي تشهدها مختلف المواد الأساسية ومتطلبات الحياة، من أجل الدفع بجدية ومسؤولية على إدراج الملفات المطلبية للمتقاعدين ضمن مطالب الموظفين والمستخدمين والعاملين النشطاء بحكم أن كافة من هم نشطاء اليوم سيصبحون متقاعدين غدا”.
واستطرد النقابي قائلا: “من المتقاعدين من سيظل يصارع لأجل توفير لقمة العيش له ولأسرته، بالرغم من تقدمهم في السن، حيث سيكتب عليهم العمل طيلة الحياة من المهد إلى اللحد بسبب الفاقة التي يعيشونها، بل منهم من لم يعد يقوى حتى على الوقوف، ورغم ذلك يصارع لأجل توفير متطلبات الحياة لرفضهم استجداء الآخرين”، مشيرا إلى القول الدارج “خدم أصغري على كبري” الذي يفهم منه ضرورة استثمار مرحلة الشباب لتوفير حياة مريحة مع تقدم السن، وهو ما لا ينطبق في وضعية المتقاعدين اليوم.
التعليقات 0