بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن عددا من الأسر المغربية تكابد عناء هذه الظروف محاولة الحفاظ على تقاليد وعادات عيد الأضحى، التي تبدأ بصلاة العيد مرورا إلى ذبح الأضحية، في ظل تفاصيل توارثتها الأسر وظلت تقاوم النسيان. وفي هذا الصدد، أكد عبد العزيز المنصوري، باحث في علم الاجتماع، أن الأعياد الدينية بالمغرب تمتاز بعدة خاصيات مهمة تظهر النمط السائد لدى الأسر، التي منها من يتشبث بالعادات، ومنها من لا يكترث لها.
طقوس راسخة
وأبرز عبد العزيز المنصوري في تصريح لـ“آش نيوز“، أن “العيد الكبير” كما يطلق عليه، هو طقس ديني وسوسيو – ثقافي، يجمع بين الأصدقاء والأقارب والأهالي والأسر والعائلات، ما يعني أن الحديث عن المناسبات الدينية مرتبط أساسا باستحضار وظيفة هذه الطقوس التي ترتسي على قوة الروابط الاجتماعية، خاصة في المجتمعات القروية، أو المجتمعات ذات التضامن الآلي على حد تعبير السوسيولوجي الفرنسي إميل دوركايم.
وأضاف الباحث، أن التفكير في الأضحية وطبيعتها، يعد من المواضيع التي تتطلب فهم رمزياتها وفك ألغازها، مشيرا إلى أن عيد الأضحى، كطقس ديني واجتماعي، طرأت عليه مجموعة من التحولات على مستوى طرق ممارسته، خاصة في المجتمعات القروية، بحيث لم نعد نتحدث مثلا عن “بوجلود” أو ما يسمى باللغة الأمازيغية “ⴱⵓⵢⵍⵎⴰⵡⵏ”.
المعايير الاجتماعية
وحسب عبد العزيز المنصوري، فإن بعض المعايير الاجتماعية التي تحكم الجماعة على مستوى العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية، ذات الارتباط الموضوعي بعيد الأضحى، قد تعرضت بدورها لتحولات فرضتها عوامل خارجية بالأساس، خاصة التأثير البنيوي الذي مارسته المدينة على هذه المجتمعات.
وأورد الباحث “لذلك يبدو لنا من خلال طبيعة التحولات التي عرفها عيد الأضحى، وما يرتبط به من طقوس دينية واجتماعية، أن هناك عوامل ساهمت في هذه التحولات، ونتحدث بالأساس عن بروز الفردانية والأنانية المفرطة ضد الأعراف والتقاليد في المجتمع القروي، فضلا عن الانتقال الذي طرأ على الأسر القروية والتي انتقلت من أسر ممتدة إلى أسر نووية”.
التعليقات 0