“أن تؤمن ببراءة إنسان وتقف ضد الأدلة القضائية فقط لأنه فنانك المفضل فإنك تعاني الهوس”، هذا ما أكده يوسف رجوان، خبير في العلوم الاجتماعية، مبرزا أن الهوس بالمشاهير، ظاهرة بدأت تجد ملاذها الآمن في الألفية الثالثة، في ظل التطورات التكنولوجية وبروز ما يسمى بـ”الجيوش الأنستغرامية والفيسبوكية”.
متلازمة الهوس
ويرى الخبير ذاته، في اتصال مع “آش نيوز”، أن ملاحقة المشاهير ومتابعة كل تفاصيل حياتهم وصولا إلى شن حرب شرسة على كل منتقد أو معارض لما يقدمه فنانهم، يسمى متلازمة الهوس بالمشاهير.
وأبرز يوسف رجوان، أن “الفانز” بلغة المشاهير، منهم من يتابع فنانه المفضل بشكل عقلاني، وهناك من يتابعه وهو منغمس في تعلق لاشعوري خطير تجاه شخصية مشهور(ة)، سواء في الفن أو في السياسة أو في مجال الرياضة، إذ ينظر لهذه الشخصية المشهورة بعظمة، ويقاوم كل الأدلة التي قد تكون ضد فنانه في قضايا قضائية، مثل ما وقع على سبيل المثال مع النجم سعد لمجرد، والفنانة دنيا بطمة.
“الجيوش الإلكترونية”
وأضاف يوسف رجوان، أن الهوس يصل إلى تأسيس “الجيوش الإلكترونية”، التي يقودها أشخاص يرون في المشاهير حلمهم، ويرون فيهم ما لم يتمكنوا من تحقيقه في حياتهم، تاركين فشلهم الواقعي على جنب، ومسلطين الضوء في حياتهم على مشاهير خلف الشاشة. وتابع قائلا، “لايمكن الحديث عن ظاهرة الهوس بالمشاهير دون الإشارة إلى دنيا بطمة وسعد لمجرد، إذ بعدما تمت إدانتهما قضائيا، خرج من يؤول هذه الأحكام ويربطها بقصص المؤامرة والأفلام الدرامية، فقط لأن عقله لم يستوعب الحكم”.
وأشار يوسف رجوان، إلى سيكولوجية التعويض، مبرزا أن “الفانز” منهم من يعوض فراغه ووحدته وحتى فشله، في هذه المتابعة الهوسية، لحياة إنسان آخر، مساندا إياه في فشله وفي نجاحه، متجاوزا فنه ومهنته، وصولا إلى الدخول في تفاصيل حياته، التي يظن أنه جزء منها بمجرد قراءته جملة من فنانه يقول فيها “أنتم عائلتي ولستم فقط فانزي”.
التعليقات 0