أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات الصحية، أن مرض جدري القردة ينتقل عبر العلاقات الجنسية العادية لدى الكبار، في حين ينتقل لدى الأطفال عن طريق الاحتكاك الجلدي، معتبرا أنه لا يشبه بأي شكل من الأشكال وباء كورونا، وداعيا إلى ضرورة احتواءه قبل أن يتحول إلى مرض مثل السيدا.

طفرات سريعة

وقال الطيب حمضي، في اتصال مع “آش نيوز“، إن المقلق في جدري القردة أنه ينتقل بسرعة ولديه طفرات سريعة يمكنها أن تتحول بسرعة وتؤدي إلى معدل وفيات أكبر.

وأضاف الباحث في السياسات الصحية، أن إعلان منظمة الصحة العالمية مرض جدري القردة طارئا صحيا عالميا، يثير القلق اليوم أكثر، لأنها سبق أن حذرت منه في يوليوز 2022، مشيرا إلى أنه لم يصل إلى مرحلة “كوفيد 19″، لكن الأمر جدي فعلا.

علاقات مثلية

وأوضح الطيب حمضي، في تصريح للموقع، أن السلالة الأولى من الفيروس كانت تنتقل من الحيوان إلى الإنسان وانتشرت في الغابات والأدغال الإفريقية في البداية، قبل أن تظهر سلالة ثانية في 2022 بسبب العلاقات الجنسية المثلية، لكن تمت السيطرة عليها بفضل حملات التوعية وسط هذه الفئة، في حين أن السلالة الجديدة انتقلت إلى المدن ليصبح بإمكانها الانتشار عبر المطارات، والانتقال خارج إفريقيا نحو بلدان العالم.

وبخصوص اللقاحات، أبرز الباحث والطبيب، أنها لحدود الساعة غير متوفرة، إذ يتم الاكتفاء بلقاحات مرض الجدري، الذي اختفى من العالم في 1980، في انتظار لقاحات خاصة بجدري القردة، ما زال لم يتم الترخيص لها، إلى حدود اليوم.

التقبيل والمصافحات

وفسر الطيب حمضي، إعلان منظمة الصحة العالمية مرض جدري القردة طارئا صحيا عالميا، بكونه يهدد جميع بلدان العالم وليس فقط إفريقيا، وبالتالي هي دعوة إلى جميع البلدان بضخ الأموال والميزانيات من أجل التوصل إلى علاجات وحلول، لأن المرض لم يعد يعني فقط البلدان الإفريقية الفقيرة، التي ليست لديها الإمكانيات من أجل إجراء الفحوص الخاصة بالفيروس، والتي يظل ثمنها مرتفعا.

ودعا الطبيب الباحث إلى زيارة الطبيب كلما ظهرت أعراض على الشخص مثل البقع الممتلئة بالقيح، مع ضرورة اللجوء إلى العزل في حال تأكد الإصابة بمرض جدري القردة، إضافة إلى تفادي التقبيل والمصافحات بين الناس، مشيرا إلى أن فرص احتواء المرض موجودة لكن يلزمها الإمكانيات.