خبير اقتصادي يدعو المغاربة للمقاطعة في مواجهة الغلاء
يرى الخبير الاقتصادي عمر الكتاني، أن حملات المقاطعة التي يشنها المغاربة ضد غلاء المنتجات الغذائية تعكس وعيا متزايدا لدى المجتمع المدني، واستمرارها ينتج انعاكاسات إيجابية على المجتمع.
ارتفاع الأسعار
وأكد عمر الكتاني، في تصريح لـ“آش نيوز”، أن هذه الحملات تظهر أن المواطنين لم يعودوا يعتمدون على الدولة لإنصافهم في مواجهة ارتفاع الأسعار، وبدلا من ذلك، بدأ المجتمع في الاعتماد على نفسه وعلى تضامنه في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الدولة تبدو غائبة في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بمراقبة الأسعار، وهو الغياب الذي لا يجد له تفسيرا، متسائلا عما إذا كانت الدولة في “عطلة صيفية” تاركة الأسعار ترتفع بشكل غير مبرر، ما دفع المغاربة للتوجه نحو إسبانيا، التي أصبحت وجهة أرخص مقارنة بالأسعار المحلية.
وتطرق الخبير نفسه إلى الزيادات الكبيرة في الأسعار، حيث أشار إلى أن تكلفة الإقامة في فنادق من فئة 4 نجوم ارتفعت من 1100 درهم إلى 2200 درهم لليلة الواحدة، متسائلا عن مبررات هذه الزيادات.
وأضاف المتحدث ذاته، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية له تأثير مباشر، ولكن الفنادق، وفقا له، لم تتضرر كثيرا من هذا الارتفاع، مما يجعل هذه الزيادات غير مبررة.
قوة المقاطعة كسلاح ضد الغلاء
ويرى عمر الكتاني أن مقاطعة المنتجات الغذائية، إذا كانت قوية ومنظمة، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد الاجتماعي، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر تضررا التي تسعى للحفاظ على قدرتها الشرائية. ووصف هذا التحرك بأنه “رد فعل حضاري”، لأنه يعبر عن موقف سلمي وحضاري، بعيدا عن العنف.
واختتم الخبير الاقتصادي تصريحه بالتأكيد على أن المجتمع المدني يدافع عن نفسه بطريقة فعالة من خلال المقاطعة، مشيرا إلى أن الامتناع عن شراء المنتجات هو “أكبر سلاح لمقاومة الغلاء”، مما يعزز فكرة أن وعي المستهلك يمكن أن يكون قوة كبيرة في تحقيق التغيير.
تعليقات 0