حقوقي يكشف تلاشي النضال من الشوارع إلى المقاهي في الصويرة
سلط حفيظ صادق، الحقوقي والناشط بمدينة الصويرة، الضوء على إشكالية ارتباط السياسة بالمصالح الخاصة في المنطقة، مشيرا إلى أن العديد من الحقوقيين الذين كانوا يمثلون الساكنة أصبحوا الآن تحت تأثير مصالح خاصة، مما أدى إلى تراجع الدور النضالي في المدينة وتراجع أصوات الدفاع عن حقوق المواطنين.
تغير الإديولوجية
وفي هذا الصدد، صرح حفيظ صادق قائلا: “كانوا بالأمس في الصفوف الأمامية، يقفون بشموخ في الوقفات الاحتجاجية، يحيون زملاءهم بعلامة تحية نضالية في المقاهي والشارع العام، حيث لم يتركوا وسيلة للتعبير عن رفضهم للمصير الغامض لمدينة موكادور، مستخدمين كل الوسائل الممكنة، من بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الكتابة في الصحف الورقية والرقمية، كانوا صوتا قويا للمدينة، يناقشون همومها، ويضعون النضال في قلب كل حديث”.
تحول مفاجئ
وأورد المتحدث ذاته: “لكن، وكما يحدث في كثير من الأحيان، تبدل الحال، في غمضة عين، تحول هؤلاء المناضلون من رموز للنضال إلى حلفاء لبعض المسؤولين، يتلقون الدعوات لكل مناسبة”.
وأضاف حفيظ صادق أن هذا التحول لم يكن مفاجئا فحسب، بل كان محبطا للكثيرين، حيث استفاد بعضهم من هذه العلاقات الجديدة بشكل مباشر، سواء من خلال أجور شهرية، رخص، أو حتى بقع أرضية. النضال الذي كانوا يتغنون به تحول إلى وسيلة للحصول على مكاسب شخصية، وكأن “التحية النضالية” التي كانوا يرفعونها بالأمس أصبحت مجرد قناع يخفي وراءه طموحات شخصية، يقول.
واختتم الناشط حديثه متسائلا: “اليوم، تجدهم في المقاهي، لكن ليس من أجل النضال، بل من أجل قنينة خمر، الشيشة، أو الزرقلاف، و السؤال الذي يبقى مطروحا: أين اختفت التحية النضالية؟ وهل ستعود يوما لتحتل مكانها الطبيعي في الشوارع والساحات، أم أنها بيعت بالفعل في صفقة لمصلحة شخصية؟”.
تعليقات 0