السعودية.. الفيلم الهندي “حياة الماعز” يثير جدلا في الخليج

أثار الفيلم الهندي “حياة الماعز” الذي عرض مؤخرا على منصة “نيتفلكس” ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا في أوساط الجمهور السعودي، بسبب تناوله لقضية نظام الكفالة الذي يطبق في المملكة العربية السعودية.
رواية مشهورة
ويروي الفيلم قصة مأساوية لشاب هندي يدعى نجيب، يسافر إلى السعودية بحثا عن فرصة عمل، لكنه يجد نفسه ضحية نظام الكفيل، حيث يجبر على رعاية الماعز في صحراء نائية لسنوات طويلة دون أي قدرة على الهروب.
الفيلم، المستوحى من رواية مالايالامية مشهورة صدرت عام 2008 وحملت نفس الاسم، يقدم نظرة قاسية عن تجربة المهاجرين في دول الخليج، ويستند إلى قصة حقيقية لرجل هندي عاش نفس الظروف في التسعينيات، حيث اختطف وتم استعباده للعمل كراع للماعز في الصحراء السعودية قبل أن يتمكن من الفرار بعد عامين.
موجة انتقادات
وعلى الرغم من أن المخرج وضع في بداية الفيلم ملاحظة تؤكد أن العمل الفني لا يقصد الإساءة إلى أي بلد أو شعب، إلا أن الفيلم لم ينج من موجة الانتقادات. العديد من النقاد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج اعتبروا أن الفيلم يقدم صورة سلبية عن السعودية، ويناقش قضية نظام الكفالة بطريقة قد تؤدي إلى تحريف الواقع. في المقابل، رأى آخرون أن الفيلم يندرج تحت حرية الإبداع الفني، وأنه يسلط الضوء على جوانب من حياة المهاجرين تستحق المناقشة.
الفيلم، الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، حقق نجاحا كبيرا منذ عرضه، حيث جمع أكثر من 870 مليون روبية (حوالي 10.4 مليون دولار) في الأسبوع الأول من عرضه، وحاز على إشادة نقدية واسعة بفضل أدائه القوي وسرده الدرامي المؤثر. الممثل الهندي بريثفيراج سوكوماران، الذي قام بدور نجيب، نال استحسانا كبيرا لأدائه المعبر عن معاناة العمال المهاجرين.
نظام الكفالة
تدور أحداث الفيلم في بيئة صحراوية قاسية، حيث يجد نجيب نفسه وحيدا ومعزولا عن العالم، مجبرا على العيش مع الماعز التي يرعاها، في ظل ظروف لا إنسانية تفقده إحساسه بذاته تدريجيا. في أحد المشاهد المؤثرة، يظهر نجيب وهو يبكي بحرقة بينما يتوسل لرئيسه الذي لا يفهم لغته، وهو مشهد يعكس حجم المأساة التي عاشها.
هذا الفيلم أعاد إلى الواجهة النقاش حول نظام الكفالة في دول الخليج، والذي يواجه انتقادات دولية لكونه يتيح للكفيل سيطرة شبه كاملة على العمال المهاجرين، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والانتهاكات.
ورغم الجدل الذي أثاره الفيلم، إلا أنه يظل شهادة على المعاناة التي يمكن أن يواجهها المهاجرون في رحلتهم بحثا عن حياة أفضل، ويطرح تساؤلات حول حقوق العمال في مناطق مختلفة من العالم.
تعليقات 0