توفي اليوم (الأحد)، سليم الحص، رئيس الوزراء اللبناني، عن عمر يناهز 95 سنة، تاركا خلفه إرثا كبيرا من العمل الوطني والنزاهة الشخصية، وسنوات من العمل السياسي في فترات عصيبة من تاريخ لبنان.

قامة وطنية عظيمة

وفي تصريح من خارج لبنان، نعى رئيس الوزراء السابق تمام سلام، الراحل سليم الحص، معبرا عن حزنه العميق لفقدان “قامة وطنية عظيمة” كانت تمثل رمزا للصدق والنبل في الحياة السياسية اللبنانية.

وقال تمام سلام، في بلاغ نقلته وكالة الأنباء اللبنانية “سانا”: “لقد فقدت بيروت اليوم رمزا من رموزها الوطنية. برحيل سليم الحص، فقدنا رجلا كان مثالا في الاستقامة وعفة النفس، وخدم وطنه بكل أمانة وإخلاص، مستندا على مواقف ثابتة وشجاعة في وجه السلاح غير الشرعي وقوى الأمر الواقع”.

اقتصادي لامع

وأشار سلام إلى أن بيروت كانت دوما محور حياة الحص، حيث نشأ فيها وتربى على قيم العلم والأخلاق، مكرسا حياته للدفاع عن الإنسان وحقوقه وكرامته. وأضاف: “رحم الله هذا الرجل الكريم والأبي، وأدخله فسيح جناته”.

وولد سليم الحص في دجنبر 1929 في بيروت، وكان سياسيا بارزا وأكاديميا واقتصاديا لامعا. بدأ مسيرته التعليمية في مدارس المقاصد ببيروت، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية حيث حصل على شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية. لم يتوقف طموحه هنا، بل سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة إنديانا.

تقلد سليم الحص منصب رئيس الوزراء في لبنان خمس مرات خلال حياته، وكان عضوا في مجلس النواب لدورتين متتاليتين. ويعتبر من الشخصيات اللبنانية التي حظيت باحترام واسع على المستويين المحلي والدولي، وذلك بفضل التزامه الثابت بمبادئه وعمله الدؤوب لخدمة لبنان.