Site icon H-NEWS آش نيوز

هناء Temple de la femme: مستعدة لفقدان حياتي مقابل تنوير النساء وتخليصهن من الخرافة

هناء 1

تعتبر هناء (Temple de la femme)، الناشطة في مجال التنوير على “تيك توك” وباقي منصات التواصل الاجتماعي، واحدة من أبرز النساء المغربيات، اللواتي اخترن الجهر بالكفر بالإسلام والظهور علانية وتمرير مواقفهن الجريئة، والمستفزة لشيوخ الظلام والجهل، في مجال احتكره العديد من “الكفار” الذكور.

حقوق المرأة

تتقاسم هناء، وهي ناشطة أمازيغية في الدفاع عن حقوق المرأة ومتخصصة في العلاقات والمشاكل الجنسية، تجربتها الخاصة مع الخروج من الدين والجهر بذلك في سبيل تنوير المتابعات والمتابعين لمحتوياتها على “تيك توك” وغيره، هي التي تزوجت مباشرة بعد إنهاء دراستها، وجلست في البيت لأن زوجها كان رافضا فكرة الاستمرار في الدراسة أو الخروج إلى سوق العمل، قبل أن تتمرد على وضعها وعلى عائلتها المحافظة والمعروفة في منطقة سوس، حيث العرف والتقاليد تعطي الكلمة الأولى والأخيرة للرجل، في حين ما على المرأة إلا السمع والطاعة.

تحدثت هناء، في اتصال مع “آش نيوز“، عن رحلتها من الإيمان الأعمى إلى انتقاد الدين، مؤكدة أنها نشأت في وسط عائلي مسلم معتدل، وتربت على يد أم زاهدة في الدنيا وملذات الحياة، حريصة على عباداتها، دون أن تمنح لنفسها الحق في انتقاد سلوك الآخرين أو الحكم عليهم، بل كان كل همها أن تناضل يوميا من أجل محو أميتها لتتعلم قراءة القرآن وحفظه.

سورة الأحزاب

كانت الصدمة الكبرى التي زعزعت عقيدة هناء، التي كانت منتمية حينها إلى جماعة العدل والإحسان، هي قصة زيد والرسول في سورة الأحزاب، وكيف حرّم الإسلام التبني، فقط لأن محمد طمع في زوجة ابنه بالتبني زيد، وكانت تلك بداية البحث في العديد من الأمور الصادمة التي لا يمكن أن يقبل بها الخالق، مثل زواج الصغيرة والعبودية، وهي الرحلة التي استمرت سنة تقريبا وانتهت بخروج هناء من الدين واتخاذ قرار الطلاق بعد سنوات من المعاناة من تعنيف زوجها السابق، والصبر عليه خوفا من أن “أبغض الحلال عند الله الطلاق”.

“جسدي ملكي”

تحررت هناء من “الخرافة”، مثلما قالت في حديثها للموقع، لكنها وجدت صعوبة في أن تحتفظ بذلك لنفسها، وشعرت أن من واجبها أن تفتح عيون وعقول الناس، خاصة من النساء، على العديد من الحقائق التي غيّبت عنهن، مستعملة مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات. تقول هناء: “لا يمكنني أن أسكت على الظلم والاضطهاد الذي تعيشه المرأة بسبب الدين، رغم التهجم علي بسبب طريقة لباسي، من أشخاص لا يفهمون دينهم، ومن بينهم للأسف نساء مثلي يعانون متلازمة ستوكهولم ويدافعن عن الذكورية”. وأضافت: “جسدي ملكي ولا أحد يمكنه أن يفرض عليه الوصاية. وعلى النساء أن يفهمن أن دينهن صنعه رجل لمصلحة الرجال، ولا يعتبر المرأة كيانا وإنسانا بل مجرد بضاعة. أريدهن أن يستيقظوا من سباتهن ويعرفن أن لديهن كلمة ورأي، وأن المرأة عماد المجتمع الذي لا يمكن أن نبنيه بدونها. لذلك قررت خوض النضالات والمشاركة في المناظرات والنقاشات خاصة على صفحتي Temple de la femme التي أعتبرها فضاء مقدسا يمكن لجميع النساء أن يسمعن من خلاله صوتهن بكل حرية”.

الإيمان بالقضية

وعن المشاكل التي واجهتها بسبب انتقادها للإسلام، أوضحت هناء، التي تعيش اليوم في بلد أوربي، أنها فقدت العديد من أفراد عائلتها المقربين، الذين لم يتقبلوا أن تنشر أفكارها علنا، إضافة إلى أصدقاءها، الذين لم يتبق منهم إلا الذين يحبونها لشخصها وليس لمعتقداتها، دون الحديث عن التخوف من الظهور في الأماكن العامة، بسبب التحريض عليها من طرف بعض المتعصبين، وتعرضها للخطر اليومي بسبب مواقفها الشخصية. لكنها مصرة رغم كل شيء على القيام بدورها في التنوير، هي التي اعتبرت في الاتصال نفسه مع الموقع، أن تعرضها للقتل لا يخيفها لأنها مؤمنة بقضيتها. وعلقت “إيلا كان الثمن ديال أنني نخرج الناس من الخرافة، هو الحياة ديالي، ما عنديش مشكل. المهم ننور العيالات ونعرفهم قيمتهم وباللي قادرات يرفرفو بجوانحهم ويطيرو.. الطائر اللي مسدود عليه في قفص كا يطير واخا هوا يعتقد أنه لا يمكنه ذلك. المرا تقدر تطير وتعلّي أيضا”.

هناء تناضل من أجل تنوير عقول النساء

Exit mobile version