وزير الأوقاف يرد على ابن كيران: اتهامك لي باطل
خرج أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن صمته بخصوص الجدل الذي أثاره عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والمتعلق بقوله إن التوفيق صرح بأن المغرب بلد علماني، حيث أكد التوفيق أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وأكد أن ما ذكره ابن كيران بشأن هذا الموضوع كان غير دقيق، كما لام ابن كيران على خطابه الذي وصفه بغير اللائق.
رسالة أحمد التوفيق
ووفق الرسالة التي وجهها أحمد التوفيق إلى الأمين العام لحزب “المصباح”، أشار قائلا: “شكوت بثي إلى الله وآثرت أن تطلع عليه”، موضحا أنه قد بلغه أن ابن كيران نسب إليه كلاما أسيء فهمه، حيث تم تفسيره من قبل البعض على أنه يشير إلى أن المغرب دولة علمانية، وهو أمر لم يصدر عنه.
وأضاف الوزير أنه لم يتحدث عن “الدولة” بشكل محدد في كلامه، بل كان يقصد دولة “إمارة المؤمنين”، والتي يعتبرها التوفيق مرجعية دينية تميز المغرب عن غيره من الدول، وأكد التوفيق أن تصريحاته قد تم تأويلها بشكل خاطئ، وأنه لم يكن الهدف منها أبدا الإشارة إلى العلمانية.
الرد على اتهام العلمانية
وتابع التوفيق في رسالته لابن كيران قائلا: “لقد ألزمت نفسك بما لا يلزم”، مؤكدا أن “مجرد كلام شخص أو حتى آلاف الأشخاص لا يمكن أن يغير حقيقة الأمر في موضوع ديني بهذا الحجم”، وأشار إلى أن القيم الدينية في المغرب، والمتمثلة في “إمارة المؤمنين”، تظل محمية ولا يمكن أن تتأثر بأي تصورات سياسية أو إيديولوجية.
واستطرد التوفيق قائلا: “كان عليك أن تكلمني وتسألني مباشرة عما قلته، بدلا من أن تطلق الأحكام على ما لم تفهم كلماتي بشكل صحيح”، كما شدد على أن من يتحدث عن المغرب في هذا السياق يجب أن يكون واعيا بخصوصيات المملكة، التي توازن بين الدين والسياسة من خلال “إمارة المؤمنين”.
وأوضح التوفيق أن موضوع العلمانية في الفلسفة السياسية أمر معقد، ويختلف تفسيره في السياقات المختلفة، وقال إنه على الرغم من أن بعض الأنظمة الغربية قد تبنت العلمانية، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن المغرب يتبع نفس النهج، وأشار إلى أن هناك دولا مثل ألمانيا، حيث يتم تمويل الدين من قبل الدولة، وهو ما يعكس نموذجا مختلفا من العلمانية التي لا تتعارض مع الحفاظ على الهوية الدينية للمجتمع.
كما ذكر التوفيق أن النظام المغربي يحمي الدين من خلال إمارة المؤمنين، وهي هيئة دينية تتمتع بسلطة لحماية القيم الدينية وضمان حرية المعتقد، وأشار إلى أن المغرب يظل يتسم بتنوعه الديني والثقافي، وهذا التنوع لا يمكن أن يختزل في مفهوم واحد.
الدين والسياسة
وتطرق التوفيق في رسالته إلى موضوع العلاقة بين الدين والسياسة في المغرب، معتبرا أن هذه العلاقة قد تكون أكثر توازنا مما يعتقد، وأوضح أن المغرب لا يتبنى نموذجا علمانيا صرفا، بل يعتمد على مرجعية دينية تحمي مصالح المجتمع وتضمن حرية الأفراد.
ابن كيران يعتدر
ومن جهته، رد ابن كيران، برسالة وجهها لوزير الأوقاف، حيث أوضح أنه لم يكن يقصد التسبب بأي إساءة لأحمد التوفيق، وأشار ابن كيران إلى أن هناك جهات معادية سعت لاستغلال تصريحه لتحريف معانيه، مبرزا أنه يعرف جيدا قناعات التوفيق المعتدلة ولا يظن أن الأخير يقصد سوء النية.
كما أضاف ابن كيران، في رسالته التي نشرها عبر حسابه الرسمي بـ”فيسبوك”، أنه رغم تعرضه لهجمات عديدة، إلا أنه لا يبالي بها ما دام يعرف دوافعها، وبين أنه تجنب ذكر اسم أحمد التوفيق في تصريحاته السابقة، ولكنه أراد توضيح أن كلامه كان موجها للذين يسعون لاستغلال المواقف لأغراض سيئة.
وأكد في ختام حديثه أنه متمسك بتصريحه وملتزم بموقفه، وقدم اعتذاره لوزير الأوقاف، مؤكدا أن صداقتهما ومعرفتهما المتبادلة ستستمر دون تأثير.
تعليقات 0