حذر أدم الهادي، الأخصائي النفسي، من بعض العلاقات الأسرية الغير صحية، والمتمثلة في التدخل المفرط من الآباء في حياة أبنائهم، والذي يمكن أن تكون له تأثيرات نفسية خطيرة، إذ يؤدي إلى تقييد حرية الأبناء وتطورهم الشخصي.

ويرى أدم الهادي، أن رضا الوالدين عن أبنائهم أمر مهم، لكن هذا الرضا لا يعني التدخل الكامل في حياتهم، خاصة عندما يصبح هذا التدخل عبئا على حياتهم الخاصة وتطورهم الذاتي.

حرية الخيارات 

ومن الناحية النفسية، يوضح الخبير أدم الهادي في تصريح لـ“آش نيوز”، أن الاعتماد الكامل على الآباء في اتخاذ القرارات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأبناء للثقة في أنفسهم، إذ يشعرون بأنهم غير قادرين على اتخاذ أي خطوة دون استشارة والديهم، مما يعزز التبعية العاطفية والنفسية تجاههم. هذه التبعية، في النهاية، قد تعيق نموهم الشخصي وتحد من قدرتهم على اتخاذ القرارات بشكل مستقل، يقول.

الصراعات النفسية 

ويضيف أدم الهادي أن مرور الوقت مع هذا النمط من التدخل يولد صراعا نفسيا داخليا بين الرغبة في الاستقلال والواجبات المفروضة من قبل الآباء، وهذا الصراع قد يؤدي إلى أزمات نفسية شديدة، مثل القلق والاكتئاب، فضلا عن الشعور بالذنب والخوف من سخط الوالدين، مما يولد ضغطا نفسيا وعاطفيا ينعكس على حياة الأبناء في شكل عزلة واضطرابات عاطفية.

وشدد الهادي على ضرورة منح الآباء أبنائهم مساحة خاصة وفرصة للخطأ، مؤكدا أن ذلك لا يعني التخلي عن واجب الرعاية، بل هو جزء أساسي لضمان صحتهم النفسية وسلامتهم العاطفية.