آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV10 فبراير 2025 - 20:57

الجزائر بين تبون وشنقريحة.. نظام معقد بلا قائد واضح

70 عاما بعد الاستقلال ولازال الجدل حول من يمسك بزمام السلطة

شنقريحة وتبون

شهدت الجزائر، في الأول من نونبر 2024، الذكرى السبعين لانطلاق حرب الاستقلال ضد فرنسا، واختارت السلطات هذه المناسبة لتنظيم استعراض عسكري مثير للسخرية في الأوساط الجزائرية، جاب شوارع العاصمة. وقد ظهر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون (79 عاما) إلى جانب قائد الأركان العامة للجيش، الجنرال سعيد شنقريحة (79 عاما)، على متن مدرعة عسكرية وهما يلوحان للجماهير، ليبدو الأمر وكأنه استعراض لوحدة الصف بين الرجلين.

حضور لافت للجنرال بزي مدني

وبعد أقل من شهرين، وتحديدا في 29 دجنبر 2024، ألقى الرئيس تبون خطابه السنوي أمام البرلمان. غير أن الانتباه انصب هذه المرة على الجنرال شنقريحة، الذي ظهر مرتديا زيا مدنية وجالسا قبالة الرئيس، في لقطة مكثفة بالرمزية. وركزت الكاميرات التلفزيونية عليه بشكل لافت، ما دفع مراقبين إلى التأكيد على أن الرجل الثاني في النظام العسكري قد يكون في الواقع الأقوى، أو “الرجل الحقيقي” الذي يدير البلاد من خلف الكواليس.

نظام “الصندوق الأسود”

ووصف ريكاردو فابياني، مدير برنامج شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، النظام الجزائري بأنه “صندوق أسود”، قائلا: “هذا السؤال يساوي مليون دولار: من يحكم الجزائر حقا؟”. وأكد أربعة سفراء فرنسيين سابقين في الجزائر، في تصريحات لصحيفة “ليكسبريس”، أن فهم آليات عمل النظام معقد للغاية، مشيرين إلى تشابه “الجزائريين مع الكوريين الشماليين الذين يتحدثون الفرنسية”، في إشارة إلى الطابع المغلق للنظام.

تعدد مراكز القرار

في وزارة الخارجية الفرنسية، يطلق على النظام الجزائري اسم “المجمع الكنسي”، للدلالة على تشتت السلطة بين عدة مراكز قوى، وليس في يد شخص واحد. وفي الوقت الذي يرى فيه أحد الوزراء الفرنسيين أنه “مجلس عسكري” بالدرجة الأولى، يوضح مراقبون أن القرارات الأساسية تتخذ غالبا بعيدا عن المؤسسات الرسمية، وأن جزءا كبيرا من النفوذ العسكري والأمني يتم تداوله خلف الأبواب المغلقة.

اقرأ أيضاً:

10 فبراير 2025 - 20:00

70 مليون سنتيم تثير الفتنة في سوق باب مراكش

شنقريحة.. رجل المرحلة

ومنذ توليه منصب قائد الأركان العامة للجيش في 2019، برز الجنرال سعيد شنقريحة كأحد أهم الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي الجزائري. ولعب دورا حاسما بعد اندلاع الحراك الشعبي عام 2019، والذي أفضى إلى استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. ويرى متابعون أن شنقريحة يحظى بثقل كبير في صناعة القرار، لاسيما في الجوانب الأمنية والعسكرية، مقابل مساع من الرئيس تبون للإبقاء على صورته كرئيس منتخب، وإن كانت صلاحياته الفعلية محدودة في نظر كثيرين.

لغز النظام الجزائري

ورغم أن الاستعراضات العسكرية والخطابات الرسمية تسعى لإظهار انسجام بين الرئيس والجيش، فإن الواقع يعكس غموضا في توزيع السلطة. ويشير دبلوماسيون مطلعون إلى أن القرارات الحقيقية تتخذ “خارج الحكومة”، وتبقى الكثير من الآليات مبهمة بالنسبة للمراقبين، سواء داخل البلاد أم خارجها. ومع استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية في الجزائر، يظل السؤال الملح: هل سيصمد هذا التوازن الغامض بين الرئيس والمؤسسة العسكرية، أم أن النظام مقبل على تغييرات جذرية في المستقبل القريب؟

Achnews

مجانى
عرض