أوضح إحسان الحافظي، الباحث الأكاديمي والخبير في الشؤون الأمنية، أن هناك 3 مؤشرات يمكن على ضوئها فهم التهديدات والمخاطر التي كانت تضمرها المجموعة الإرهابية التي جرى تفكيكها اليوم (الأحد)، وهي المؤشرات التي تتعلق بالزمان والمكان، ثم السياق.

توقيت بداية السنة

واعتبر إحسان الحافظي، في تفصيله لهذه المؤشرات، أن توقيت بداية السنة دائما ما يشكل فضاء زمانيا تنشط فيه هذه الجماعات الإرهابية التي تظل كامنة خلال شهور السنة وتحاول البحث عن التوقيت المناسب للانتقال من مرحلة التحضير إلى مرحلة الفعل.

أما بالنسبة إلى اختيار المكان، وهو منطقة حد السوالم بإقليم برشيد، فقال الحافظي إن الأمر يتعلق بمنطقة ضاحوية بالنسبة إلى مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية، مضيفا، في اتصال مع “آش نيوز”: “إذا ما عدنا إلى خريطة انتشار هذا النوع من الأنشطة المتطرفة، فنجد عمليا أن هذه التنظيمات الإرهابية سعت دائما إلى محاولة  جعل المراكز الحضرية الكبرى نقطة للاستهداف، وبالتالي فاستقرارها في منطقة الضواحي يبين مخاطر وأهداف تحويل هذه المناطق الضاحوية إلى بؤر للخلايا النائمة، وهو ما تواجهه المصالح الأمنية بنوع من اليقظة والرصد الدائمين”.

من الشرق الأوسط إلى منطقة الساحل

وأشار الخبير والباحث الأكاديمي إحسان الحافظي، في الاتصال نفسه، إلى حجم اللوجستيك الذي استخدم من أجل التدخل لإحباط هذا المخطط الإرهابي سواء عبر التنسيق مع فرقة الدرك الملكي أو من خلال عملية جمع المعلومات الاستخباراتية الأولية، حسب ما جاء في بلاغ المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي تحدث عن الانتقال من مرحلة البيعة إلى مرحلة التنفيذ، متحدثا أيضا عن سياق آخر مهم، هو العودة النشطة لهذه الخلايا المتطرفة اليوم، في سياق يختلف عن السياقات السابقة، إذ هناك تفكيك لهذه التنظيمات في منطقة الشرق الأوسط عموما (سوريا، العراق..) وتنشيط لها في منطقة الساحل.

وأشاد إحسان الحافظي بالمقاربة الأمنية المغربية، معتبرا أنها مقاربة استباقية وقائية زجرية، يتم التنويه بها من قبل كبريات الأجهزة الأمنية في العالم، بعد أن أبانت عن نجاعتها ومكنت من تفكيك المشاريع التخريبية والأعمال الإرهابية التي تستهدف الأرواح والممتلكات.