اضطرت طليقة عبد النبي بعيوي، أحد الأسماء الوازنة المتورطة في ملف “إسكوبار الصحراء” الذي شغل الرأي العام، إلى التنازل عن شكايتها التي تتهم فيها زوجها السابق بتزوير وكالة من أجل إتمام عملية بيع فيلا كاليفورنيا التي كان قد أهداها إليها سابقا، بعد أن تم توريط والدتها في قضية سرقة مجوهرات من بينها ساعات رجالية تعود إلى بعيوي، واعتقالها بالسجن المحلي عكاشة بالدار البيضاء، بناء على تسجيل صوتي أدلت به إحدى الشاهدات المقربات من الرئيس السابق لجهة الشرق، عبارة عن مكالمتين هاتفيتين بينها وبين إحدى الخادمات وزوجها، وهو التسجيل الذي اعتمده المشرف على البحث كقرينة لنشر مذكرة بحث وطنية في حق والدة الزوجة السابقة لبعيوي، ثم إيقافها ووضعها رهن الحراسة النظرية وتقديمها أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء في حالة اعتقال.

ضغط وإكراه وترهيب

وحسب المعطيات التي يتوفر عليها “آش نيوز”، فقد تلقت زوجة عبد النبي بعيوي السابقة، في تلك الفترة التي اعتقلت فيها والدتها، وكانت توجد خلالها بفرنسا، اتصالا من محامية زوجها التي ساومتها على حرية والدتها، ودلتها على الطريقة التي يمكن أن تتنازل من خلالها عن شكايتها بالتزوير والاستيلاء على عقارين، والإقرار بأن التوقيع بالوكالتين المطعون فيهما بالزور يخصها وصادر عنها، وكيفية المصادقة عليهما بالمصالح القنصلية المغربية بباريس، مقابل الإفراج عن والدتها، وهو ما تم بالفعل خلال اليوم نفسه الذي قامت فيه بتوقيع التنازل وتسليمه إلى شخصين من طرف بعيوي ربطا بها الاتصال بفرنسا، ليتم إخلاء سبيل والدتها بدون جلسة، كما أفرج عن شقيقها الذي تم تلفيق قضية مفبركة له أيضا تتعلق بالضرب والجرح والسرقة، اعتقل بسببها أيضا.

وأكدت طليقة بعيوي في تصريحاتها أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن تنازلها عن الشكاية التي تقدمت بها في مواجهة عبد النبي بعيوي، زوجها السابق، من أجل التزوير والاستيلاء على عقارين في اسمها، والإقرار بأن التوقيعين المنجزين بالوكالتين يخصانها، تم بمقر القنصلية المغربية بباريس في 1 يوليوز 2013، وكان تحت الضغط والإكراه والترهيب الذي تعرضت له من طرف طليقها، بسبب وجود والدتها وشقيقها رهن الاعتقال بعد فبركة قضيتين لهما، ليتم الإفراج عنهما بمجرد تسلمه للوثيقتين المذكورتين.

تواطئ شرطي مقابل رشوة

وحسب تحريات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فقد لجأ عبد النبي بعيوي إلى خدمات عشيقة له لتوريط والدة طليقته في سرقة ساعات ماسية، كانت من أدلت بالتسجيل الصوتي إلى الشرطي الذي قام بالتحقيق معها، والذي أخفى أدلة لصالحها أدلت بها، لأنه كان على تنسيق مع الرئيس السابق لجهة الشرق، والذي كان على علم بصدور مذكرة البحث، وكان من اتصل شخصيا بعناصر الدرك الملكي بسيدي علال البحراوي، الذين أوقفوا سيارة والدة زوجته السابقة بناية على وشاية توصلوا بها منه، مفادها أن سيارة مرسيدس بيضاء اللون تحمل ترقيم ب 1د، في اتجاهها إلى الدار البيضاء، توجد على متنها امرأة مبحوث عنها. (كانت حينها في طريقها إلى مخفر الشرطة للاستماع إليها في ملف سرقة الساعات الرجالية).

وتوصل البحث أيضا، إلى أن الشرطي المكلف بالاستماع إلى والدة طليقة بعيوي، استفاد من شقة بمدينة السعيدية، تعود ملكيتها إلى شركة بعيوي، قضى فيها عطلته السنوية، ثم أعاد مفتاحها دون أن يدفع أي مقابل مادي عن فترة إقامته، لأنه من معارف بعيوي، حسب ما أكده المكلف بالشؤون الإدارية والمحاسباتية للشركة، في تصريحاته، ليتبين أن الشرطي تقاضى رشوة عينية مقابل تواطئه في فبركة ملف السرقة الموصوفة لوالدة زوجته السابقة من أجل الضغط عليها للتنازل عن شكايتها ضده.