ضحايا الهدم.. قصة أربعة إخوة معاقين على حافة التشرد
الأخت الكبرى فاطمة تروي تفاصيل حياتهم وتناشد الجهات المعنية للتدخل العاجل

لاتزال تداعيات ملفات ضحايا الهدم بالدار البيضاء والنواحي تطفو على السطح. من بين هؤلاء الضحايا، أسرة فاطمة جواد، أربعينية معاقة، تعيش على كرسي متحرك، وهي ابنة عائلة لم يكن لها نصيب في إرث مادي، وكان لها نصيب في إرث الإعاقة الحركية، حيث تعيش هي وإخوتها الثلاثة بنفس الحالة تحت وطأة الإعاقة الحركية العميقة.
من الهدم إلى المحن اليومية
وفي اتصال مع “آش نيوز”، وبنبرة صوت مرهقة، أكدت فاطمة أنها وعائلتها، التي تتكون من أربعة إخوة ووالدة مسنة، يعيشون في منزل أختها الصغير بعد أن انقلبت حياتهم جراء قرار الهدم، حيث هدمت “البراكة” التي وصفتها فاطمة بالملاذ الآمن، والتي كانت تحتضنهم، وبالإضافة إلى “البراكة”، فقدت فاطمة محلها التجاري الذي كانت تبيع فيه مواد التنظيف، والذي حصلت عليه من قبل منظمة التماسك الاجتماعي في إطار الأنشطة المدرة للدخل لذوي الإعاقة.
اقرأ أيضاً:
محل فاطمة لبيع مواد التنظيف والأواني المنزلية
وفي حديثها عن تفاصيل معاناتها، أكدت فاطمة أن بعض جيرانها استفادوا من السكن، في حين أنها وعائلتها وجدت نفسها على حافة التشرد، والمؤسف أنهم لا يتمكنون من قضاء أبسط الأمور في حياتهم، ويجب دائما أن تكون معهم مرافقة تساعدهم، ما يتطلب تكاليف مهمة، لا يجدون من أين يحصلون عليها.
أسرة فاطمة
وأشارت فاطمة إلى أن أخاها هو الذي يعيل الأسرة، لأنه تمكن من الحصول على وظيفة رغم الإعاقة، وأضافت أنها في الوقت الحالي رئيسة جمعية “كلنا معك” في المحمدية، المتخصصة في التوجيه والنصح والإرشاد للأمهات والأطفال، وكشفت أن راتبها لا يتجاوز 2200 درهم شهريا.
الديون والظروف المعيشية الصعبة
وأضافت فاطمة أنها تضطر أحيانا إلى الاقتراض من جيرانها وبعض أصدقائها لتغطية مصاريفها والمساهمة في إعالة الأسرة التي تعيش اليوم في وضع مأساوي، في ظل غياب أبسط شروط الحياة الكريمة للأشخاص في وضعية إعاقة.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أنها هي وأسرتها طالبوا كلا من والي جهة الدار البيضاء سطات، وعامل عمالة المحمدية وباشا المحمدية وقائد المقاطعة السادسة، بتوفير قطعة أرض لبناء منزل يناسب احتياجاتهم، إلا أن طلبها قوبل بالرفض، وتابعت قائلة: “أنا أتألم بصمت، ومضاعفات إعاقتي أنا وإخوتي في تطور.. نحتاج إلى سكن في القريب العاجل يناسب احتياجاتنا”.
تعليقات 0