“‎الرواج ديما كاين والناس كتموت على البال”.. هكذا علق سي عبد الحق، رجل في الخمسينات من العمر، يشتغل بائعا للملابس المستعملة “البال” أو “الجوطية” كما يطلق عليها، داخل سوق الأحد بمدينة أكادير، وأبرز في جوابه على سؤال حول واقع البيع والشراء في قطاعهم أن تجارتهم مربحة لكنها ليست سهلة.

‎تجارة بين الربح والمشقة

‎وأضاف سي عبد الحق، الرجل الذي لا تفارقه الابتسامة ويلقي التحية على الجميع ويحظى باحترامهم، أنه يمارس هذا النشاط منذ سنوات وأنه يوفر من خلاله لقمة عيش لأبنائه ويستثمر في مسارهم الدراسي ليراهم في أفضل المستويات.

‎وبخصوص هوامش الربح لديهم كتجار يبيعون ملابس مستعملة بأسعار زهيدة، على عكس السائد، أوضح سي عبد الحق في حديثه لـ“آش نيوز” أن تجار “البال” يجنون الملايين، بسبب الإقبال المستمر وغير المحدود من جميع الفئات، سواء الصغيرة أو الكبيرة، الغنية أو الفقيرة، مشيرا إلى أن عددا من النساء والرجال الذين يشتغلون في وظائف محترمة ويتقاضون مبالغ مهمة، يستمتعون “بالتقلاب في البال”، على حد قوله.

مخاطر القطاع

‎وأكد التاجر ذاته أن المخاطر التي تواجه هذا القطاع كثيرة، ومن أهمها خطر احتجاز السلع من طرف الجمارك ورجال الشرطة، إضافة إلى المفاوضات الكثيرة التي تكون بخصوص السعر.

‎وأشار إلى أن “سلعة البرد فيها الرباح أكثر من سلعة الصيف”، حيث يتوجه المواطنون إلى “الهوتات” ويصادفون معاطف تحميهم من البرد، أحيانا من ماركات عالمية، وذلك بثمن جيد.

الأناقة بأقل ثمن

‎ومن جهة أخرى، أفادت إحدى زبونات سي عبد الحق في حديثها قائلة: “عزيز عليا نقلب ونعزل ونختار ليا ولبناتي صغار.. معندنا جهد لشي ماركات، ماكنعرفو حتى سمياتهم.. حنا باركا علينا غير سي عبد الحق وهاد الوليدات ديال السوق كيبرعونا”.

‎وأوضحت الزبونة، أن لا خوف من ثياب “البال” كما يروج البعض، وتابعت في حديثها وهي ساخرة: “شري من البال وكوني لالة ومولاتي.. صبني حويجاتك ونقيهم وصلحيهم وهانتي لابسة الماركات”.