بعيوي يورط أمنيا وقاضيا في ملف تزوير
شرطي تسلم رشوة مقابل فبركة ملف السرقة لوالدة طليقته وسعيد الناصري يتوسط له لدى قاضي التحقيق الذي أمر باعتقالها

من أجل الضغط على طليقته وإجبارها على التنازل عن شكايتها التي تتهمه فيها بتزوير وكالتين من أجل السطو على عقارين في اسمها، من بينهما فيلا كاليفورنيا، (مثلما جاء في مقال سابق ضمن ملف إسكوبار الصحراء)، استعان عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، بخدمات شرطي من أجل فبركة ملف سرقة لوالدة زوجته السابقة تسبب في إدخالها سجن عكاشة، ثم أخرجها منه بعد حصوله على التنازل المنشود. هكذا، بكل بساطة، وكأننا ما زلنا في بلاد “السيبة”، حيث يمكن لأي شخص نافذ أن يستغل سلطته من أجل الزج بأشخاص أبرياء في السجون، ويجند رجال أمن وشرطة، يفترض فيهم حماية المواطنين وخدمتهم، فقط من أجل مصلحته الخاصة.
عطلة سنوية في السعيدية بدون مقابل
وحسب المعطيات التي حصل عليها “آش نيوز“، فإن المكلف بالشؤون الإدارية والمحاسباتية بشركة عبد النبي بعيوي، صرح أثناء التحقيق معه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أنه، بناء على اتصال من مشغله بعيوي، مكن شرطيا من مفتاح شقة بإقامة “الجوهرة الزرقاء” بمدينة السعيدية، التي يملكها الرئيس السابق لجهة الشرق، لقضاء عطلته السنوية بها، دون أن يتسلم منه أي مقابل مادي، وهو ما يبين تقاضي الشرطي لفائدة عينية كرشوة مقابل تواطئه مع بعيوي ومشاركته في ملف فبركة السرقة الموصوفة لوالدة زوجته السابقة.
ورصدت الأبحاث أيضا العديد من المكالمات التي جمعت بين بعيوي وبين الشرطي، ما يدل على تواصل وتنسيق بينهما في ملف الفبركة، علما أن الشرطي لم يقم بتفريغ تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية في محضر قانوني قصد الرجوع إلى مضمونه عند الحاجة، خاصة أنه اعتمده كقرينة وحجة لتوريط والدة طليقة بعيوي وخادمتها في ملف السرقة، كما أنه لم يقم بإرفاق التسجيل المذكور بالمسطرة المحالة على النيابة العامة.
مكالمات مشبوهة تجاوزت 500
وأسفرت الأبحاث أيضا عن وجود 51 اتصال هاتفي بين بعيوي ووكيل ملك سابق لدى المحكمة الابتدائية بوجدة، كان مشرفا على البحث في شكاية طليقته التي اتهمته فيها بالتزوير، إضافة إلى 83 مكالمة هاتفية بينهما بعد حفظ الشكاية، دون الحديث عن 140 اتصالا هاتفيا بينه وبين قاضي التحقيق الذي باشر التحقيق في قضية السرقة المنسوبة إلى والدة طليقته، والذي أصدر أمرا باعتقالها، وهو قاضي التحقيق نفسه، الذي رصدت 42 مكالمة هاتفية بينه وبين سعيد الناصري، ما يوحي بأن الأخير توسط لصديقه بعيوي لدى قاضي التحقيق المذكور في شأن شكايته.
الأبحاث نفسها تحدثت عن مكالمات عديدة بين موظف الشرطة المشرف على البحث وبعيوي والناصري، إلى جانب أطراف أخرى كانت متورطة في ملف فبركة السرقة الموصوفة، ومنهم عشيقة بعيوي، وهي المكالمات التي تجاوزت 500 مكالمة.
تعليقات 0