اتجهت معظم النساء والفتيات في الفترة الأخيرة إلى التجارة الإلكترونية، من خلال إنشاء مشاريع بسيطة يعرضنها عبر منصات التواصل الاجتماعي ويربحون من خلالها دخلا لا بأس به يحميهن من الفقر والحاجة.

تجارب واقعية 

وفي هذا الصدد، كشفت أمل، شابة تبلغ من العمر 27 سنة، أنها صاحبة مشروع بسيط متخصص في صنع الحلويات للمناسبات مثل أعياد الميلاد والحفلات العائلية وحفلات التخرج، مشيرة إلى أن مشروعها بدأته منذ حوالي ثلاث سنوات، واليوم تدر منه دخلا ماديا محترما تعيش به وتعيل به أسرتها الصغيرة أيضا.

وأوضحت أمل في حديثها لـ“آش نيوز”، أن منصات التواصل الاجتماعي، رغم ما فيها من مساوئ، تحمل جوانب إيجابية، حيث مكنت عددا من النساء والشابات اللواتي تركن المدرسة في سن مبكر من اكتشاف وتطوير مهاراتهن، سواء في الطبخ أو المكياج أو الخياطة، وقس على ذلك.

وبخصوص مشروعها، كشفت أمل أنها تبيع “ميني كيك” بأسعار تبدأ أحيانا من 50 درهما وتصل إلى 500 حسب الطلب، وأضافت أن مشروعها يكلفها حسب نوعية الطلب بين 700 درهم إلى 2500 درهم، ولا تزال لا تربح الكثير، لكن في فترة المناسبات مثل أعياد الميلاد أو عيد الحب تتلقى طلبات عديدة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي التي ساعدتها كثيرا، مبرزة أنه رغم قلة عدد المتابعين، إلا أنه أصبح لديها زبائن أوفياء للغاية.

ومن جانبها، كشفت سعاد، وهي الأخرى شابة في العشرينات، تقود مشروعا عبر الأنترنت لبيع منتجات خاصة للعناية بالشعر من خلال “باك كيوت” كما أسمته، تستعمله الفتيات قبل النوم، ويحتوي على مشط وغطاء من الحرير وبعض المنتجات الأخرى، (كشفت) أن مشروعها لقي استحسان الفتيات وتتلقى طلبات كثيرة نظرا للسعر الذي تبيع به.

البيع وتحديات الإشهار 

وبخصوص تفاصيل البيع والشراء، أوضحت سعاد أنها تقتني الأغراض من سوق الجملة وتختار سلعتها بعناية ثم تنظمها في علب وردية تحتوي على كل ما هو ضروري للعناية بالشعر قبل النوم، وتصور العلب وتروج لها من خلال فيديوهات وصور، وهذا ما جلب لها لحدود الساعة آلاف المتابعات.

وبخصوص إمكانية تعاونهن مع المؤثرين للترويج لمنتجاتهن، عبرت كل من أمل وسعاد عن أنهما غير مستعدتين لهذه الخطوة نظرا للأسعار الباهضة التي يطلبها المؤثرون كمقابل للإشهار.

ويبدو أن التجارة الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي باتت الملاذ الآمن لعدد من الفتيات اللواتي وجدن أنفسهن يتحملن المسؤولية في سن مبكر، ولا مكان لهن غير هواتفهن ليسترزقن من خلالها بمشاريع مبتكرة مطلوبة في السوق.